
ملخص رواية الفقراء لدوستيويفسكي وتحليل شخصيات الرواية
قصة رواية الفقراء لدوستيويفسكي Dostoevsky's Poor People summary مطابقة للواقع اليومي الذي يعيشه الفقراء في أي مجتمع وهي تعبر عن معاناة نسبة كبيرة من المجتمع الروسي في القرن التاسع عشر، وكتب دوستيويفسكي الرواية في شكل رسائل بين شخصين هما ماكار دييفوشكين والفتاة الشابة فارفارا .
تحليل أحداث رواية الفقراء لدوستيويفسكي
تدور أحداث رواية الفقراء لدوستيويفسكي The events of Dostoevsky's novel Poor Folk في مدينة سان بطرسبورغ، لكن ليست في شوارعها وقصورها وأحيائها الأنيقة، ولكن يعرضها دوستيويفسكي في شوارعها القذرة ومنازلها التي تشبه الثكنات وتأوي فيها البشرية البائسة الفقيرة.
ماكار دييفوشكين وهو موظف بسيط يرتدي بزة عتيقة سقطت أزرارها ، متواضع معذب، وهو رجل فقير غامض مجهول تقدم به السن، وهو ساذج وجاهل بائس لكنه طيب القلب ومتسامح لدرجة استعداده لتقديم أي تضحية.
فارفارا هي فتاة شابة تسكن في غرفة مقابلة لغرفة ديفوشكين ولا تستطيع أن تستقبله في غرفتها أو تزوره في غرفته خوفا من الأقاويل، لذا كانا يتبادلان الرسائل.
الفتاة بائسة وفقيرة وهو كذلك، لكنه رغم فقره يشعر بمسؤليته تجاهها فهي فتاة يتيمة ووحيدة لذا كان يغمرها بعطف أبوي رقيق خالٍ من أي تكلف أو زيف.
كانت الفتاة مثقفة وتحب مطالعة الكتب لذا كانت تحاول مساعدة هذا الصديق العجوز على التعلم والقراءة واكتساب المعرفة، وذلك من خلال حثه على القراءة في الكتب التي كانت ترسلها له.
في رسائل الفتاة للرجل كانت تروي معاناتها وآلامها وتسرد له قصة حياتها منذ أن كانت طفلة تعيش في الريف وكيف كانت سعيدة بتلك الحياة حتى إنتقلت من الريف إلى بطرسبورغ مع أسرتها.
وتستمر الفتاة في رسائلها له متابعة حكايتها وتعرض آلامها وما تعرضت له بعد وفاة أبيها ثم حزنها الشديد على وفاة الطالب بوكروفسكي الذي كانت تحبه حيث كان يقطن معها في السكن وكان يعلمها القراءة لكنه أصيب بالسل الرئوي.
المراسلة بينهما تشكل وليمة ومتعة كبيرة لكليهما، فبالنسبة لدييفوشكين فهو لم يعد وحيداً، بل يعيش مع شخص آخر ومن أجل هذا الشخص ايضاً، ويعمل ويشتغل ويحرم نفسه من أشياء كثيرة ليقدم شيئا لها.
كان عادة ما يناديها بفارفارا ومرة اخرى يقول لها يا فارينكا واخرى يطلق عليها يا أميمتي، كتب لها ذات مرة أنه لو اضطر لبيع ملابسه من أجلها فإنه سيفعل ذلك، وكان يستدين النقود لكي يشتري لها الحلوى والسكاكر والزهور حتى يسعدها.
كانت بزته مرقعة وحذاؤه لم يعد له نعل ويعيش في بؤس وشقاء، ورغم أن الفتاة صغيرة ومريضة وبائسة إلا أن الشكوك تحوم حوله أنه يقيم علاقة مشبوهة معها وثارت حوله الأقاويل، كان يختم رسالته لها بمشاعر الصداقة ومنها يقول " صديقك المرتفع عن كل غاية غير شريفة".
كتب لها يشكو تلك الأقاويل فمثلا نجد أن صاحبة البيت الذي يعيش فيه قالت عنه أنه يقيم علاقة الشيطان مع طفلة صغيرة، وقال عنه أحد جيرانه أنه فتان ومغوٍ، حتى وصل الأمر أن الحاجب في وظيفته أصبح لا يقيم له أي اعتبار.
وعبر دييفوشكين عن ذلك في رسالة لها يقول" أتعرفين ما الذي يقتلني، يا فارنكا؟ ليست النقود بل كل هذه المنغصات للحياة، كل تلك الوشوشات الإبتسامات المصطنعة والكلمات والتعليقات الجارحة".
وفي أحد الرسائل كتب لها يعبر عن سوء مظهره وفقره يقول" ماذا لو أن أحد رؤسائي لاحظ أن هندامي سيء إلى هذا الحد ؟! ...إنها لمصيبة كبيرة ومصيبة حقيقية".
حكى لها في أحد الرسائل أنه في أحد المرات استدعاه رأيسه في العمل بسبب غلطة ارتكبها في النسخ وبينما كان دييفوشكين يقف أمامه يستقبل اللوم والتوبيخ فإذا بأحد أزرار بزته يسقط عند قدمي الجنرال.
هذا الموقف جعله يظن أن الجنرال سوف يسيء إليه أكثر ويقوم بطرده من وظيفته، ولكنه فوجي بأنه أشفق عليه واستجوبه حول مظهره البائس وصافحه وأعطاه مائة روبل ليشتري بها بعض الملابس لكي يعدل من هندامه.
وفي هذا الموقف كتب لها يقول" اقسم لك إن تلك المئة روبل كانت أقل في نظري، من مصافحة سعادته لي، التي أراد أن يكرمني بها، أنا البائس غير الجدير بهذا التكريم والسكير الذي لا يساوي قشة!".
تلك الفرحة والسعادة التي جاءت له بدون سابق إنذار أو على غير المتوقع قصيرة للغاية ولم تدم طويلاً. إذ حدث أن جاء أحد الأثرياء وهو رجل مسن يطلب يد الفتاة وقد قبلت هي بذلك ووافقت على طلبه، فهي تريد أن تتخلص من الذل والفقر والحرمان.
بدأت فارفارا في تجهيز حاجياتها للزواج وكلفت دييفوشكين بشراء ما تحتاج إليه بعد أن أرسلت له النقود، لكن دييفوشكين ركض مسرعا في حزن وأسى يلبى لها طلبها طالما أن ذلك سيسعدها، فكان يزور الخياطة وبائع الحلي والمجوهرات.
في نهاية الرواية تتزوج فارنكا لكن يظل دييفوشكين يكتب رسالة لها كأنها مازالت تستقبل رسائله، يعبر فيها عن حزنه ويأسه، وكانت كلماته تعبر عن حالته النفسية، حيث ظهرت في الرسالة غير مرتبة ومشوشة وكان يكتب على عجلة من أمره كأنه يريد أن يمنع وقوع شيء وهو زواجها.
في رسالته الأخيرة عبر دييفوشكين عن الفراغ المخيف الذي سيشعر به بعد رحيلها، ويصرخ في نهاية الرسالة ويقول: "ليس من الممكن أن تكون هذه الرسالة هي الأخيرة كيف يمكن أن تتوقف مراسلتنا إذن هكذا، فجأة؟!"." كلا سأكتب لك، وأنت ستكتبين لي أيضاً...يا فارنكا".
ماكار دييفوشكين وهو موظف بسيط يرتدي بزة عتيقة سقطت أزرارها ، متواضع معذب، وهو رجل فقير غامض مجهول تقدم به السن، وهو ساذج وجاهل بائس لكنه طيب القلب ومتسامح لدرجة استعداده لتقديم أي تضحية.
فارفارا هي فتاة شابة تسكن في غرفة مقابلة لغرفة ديفوشكين ولا تستطيع أن تستقبله في غرفتها أو تزوره في غرفته خوفا من الأقاويل، لذا كانا يتبادلان الرسائل.
الفتاة بائسة وفقيرة وهو كذلك، لكنه رغم فقره يشعر بمسؤليته تجاهها فهي فتاة يتيمة ووحيدة لذا كان يغمرها بعطف أبوي رقيق خالٍ من أي تكلف أو زيف.
كانت الفتاة مثقفة وتحب مطالعة الكتب لذا كانت تحاول مساعدة هذا الصديق العجوز على التعلم والقراءة واكتساب المعرفة، وذلك من خلال حثه على القراءة في الكتب التي كانت ترسلها له.
في رسائل الفتاة للرجل كانت تروي معاناتها وآلامها وتسرد له قصة حياتها منذ أن كانت طفلة تعيش في الريف وكيف كانت سعيدة بتلك الحياة حتى إنتقلت من الريف إلى بطرسبورغ مع أسرتها.
وتستمر الفتاة في رسائلها له متابعة حكايتها وتعرض آلامها وما تعرضت له بعد وفاة أبيها ثم حزنها الشديد على وفاة الطالب بوكروفسكي الذي كانت تحبه حيث كان يقطن معها في السكن وكان يعلمها القراءة لكنه أصيب بالسل الرئوي.
المراسلة بينهما تشكل وليمة ومتعة كبيرة لكليهما، فبالنسبة لدييفوشكين فهو لم يعد وحيداً، بل يعيش مع شخص آخر ومن أجل هذا الشخص ايضاً، ويعمل ويشتغل ويحرم نفسه من أشياء كثيرة ليقدم شيئا لها.
كان عادة ما يناديها بفارفارا ومرة اخرى يقول لها يا فارينكا واخرى يطلق عليها يا أميمتي، كتب لها ذات مرة أنه لو اضطر لبيع ملابسه من أجلها فإنه سيفعل ذلك، وكان يستدين النقود لكي يشتري لها الحلوى والسكاكر والزهور حتى يسعدها.
كانت بزته مرقعة وحذاؤه لم يعد له نعل ويعيش في بؤس وشقاء، ورغم أن الفتاة صغيرة ومريضة وبائسة إلا أن الشكوك تحوم حوله أنه يقيم علاقة مشبوهة معها وثارت حوله الأقاويل، كان يختم رسالته لها بمشاعر الصداقة ومنها يقول " صديقك المرتفع عن كل غاية غير شريفة".
كتب لها يشكو تلك الأقاويل فمثلا نجد أن صاحبة البيت الذي يعيش فيه قالت عنه أنه يقيم علاقة الشيطان مع طفلة صغيرة، وقال عنه أحد جيرانه أنه فتان ومغوٍ، حتى وصل الأمر أن الحاجب في وظيفته أصبح لا يقيم له أي اعتبار.
وعبر دييفوشكين عن ذلك في رسالة لها يقول" أتعرفين ما الذي يقتلني، يا فارنكا؟ ليست النقود بل كل هذه المنغصات للحياة، كل تلك الوشوشات الإبتسامات المصطنعة والكلمات والتعليقات الجارحة".
وفي أحد الرسائل كتب لها يعبر عن سوء مظهره وفقره يقول" ماذا لو أن أحد رؤسائي لاحظ أن هندامي سيء إلى هذا الحد ؟! ...إنها لمصيبة كبيرة ومصيبة حقيقية".
حكى لها في أحد الرسائل أنه في أحد المرات استدعاه رأيسه في العمل بسبب غلطة ارتكبها في النسخ وبينما كان دييفوشكين يقف أمامه يستقبل اللوم والتوبيخ فإذا بأحد أزرار بزته يسقط عند قدمي الجنرال.
هذا الموقف جعله يظن أن الجنرال سوف يسيء إليه أكثر ويقوم بطرده من وظيفته، ولكنه فوجي بأنه أشفق عليه واستجوبه حول مظهره البائس وصافحه وأعطاه مائة روبل ليشتري بها بعض الملابس لكي يعدل من هندامه.
وفي هذا الموقف كتب لها يقول" اقسم لك إن تلك المئة روبل كانت أقل في نظري، من مصافحة سعادته لي، التي أراد أن يكرمني بها، أنا البائس غير الجدير بهذا التكريم والسكير الذي لا يساوي قشة!".
تلك الفرحة والسعادة التي جاءت له بدون سابق إنذار أو على غير المتوقع قصيرة للغاية ولم تدم طويلاً. إذ حدث أن جاء أحد الأثرياء وهو رجل مسن يطلب يد الفتاة وقد قبلت هي بذلك ووافقت على طلبه، فهي تريد أن تتخلص من الذل والفقر والحرمان.
بدأت فارفارا في تجهيز حاجياتها للزواج وكلفت دييفوشكين بشراء ما تحتاج إليه بعد أن أرسلت له النقود، لكن دييفوشكين ركض مسرعا في حزن وأسى يلبى لها طلبها طالما أن ذلك سيسعدها، فكان يزور الخياطة وبائع الحلي والمجوهرات.
في نهاية الرواية تتزوج فارنكا لكن يظل دييفوشكين يكتب رسالة لها كأنها مازالت تستقبل رسائله، يعبر فيها عن حزنه ويأسه، وكانت كلماته تعبر عن حالته النفسية، حيث ظهرت في الرسالة غير مرتبة ومشوشة وكان يكتب على عجلة من أمره كأنه يريد أن يمنع وقوع شيء وهو زواجها.
في رسالته الأخيرة عبر دييفوشكين عن الفراغ المخيف الذي سيشعر به بعد رحيلها، ويصرخ في نهاية الرسالة ويقول: "ليس من الممكن أن تكون هذه الرسالة هي الأخيرة كيف يمكن أن تتوقف مراسلتنا إذن هكذا، فجأة؟!"." كلا سأكتب لك، وأنت ستكتبين لي أيضاً...يا فارنكا".
يمكنك الإطلاع على معلومات عن رواية الفقراء
من شرح رواية الفقراء لدوستيويفسكي الذي عرضناه لكم يمكننا أن نعرض نبذة عن شخصيات الروايةPoor Folk character analysis كما يلي:
الشخصيات الرئيسية في رواية الفقراء والتي يرتكز عليها دوستيويفسكي في السرد هما:
شخصيات رواية الفقراء لدوستيويفسكي
من شرح رواية الفقراء لدوستيويفسكي الذي عرضناه لكم يمكننا أن نعرض نبذة عن شخصيات الروايةPoor Folk character analysis كما يلي:
الشخصيات الرئيسية في رواية الفقراء والتي يرتكز عليها دوستيويفسكي في السرد هما:
ماكار دييفوشكين: الموظف المسن الذي يعمل بالحكومة ويتميز بطيبته الزائدة ويعاني من الفقر والحاجة واحتقار الآخرين له ويمثل ضحية الفقر والنظم الإجتماعية الظالمة.
فارفارا أليكسيفنا دوبروسيلوفا: وهي فتاة شابة ورقيقة تحب الإطلاع والقراءة وتعيش حياتها في حالة من الفقر بعد فقدان الوالدين، وهي تمثل المرأة الضعيفة التي تقاوم الفقر بالعمل في الخياطة، ولكنها في النهاية تستسلم للزواج من رجل عجور مسن حتى تتخلص من الفقر.
هناك شخصيات ثانوية في رواية الفقراء استعان بها دوستيويفسكي لكي يعبر من خلالها عن مشكلة الفقر في المجتمع الروسي ومن تلك الشخصيات:
بويكوف: وهو رجل عجوز ثري إلى حد ما يستغل حالة الفقر التي تعيشها فاريا ويتقدم للزواج بها، ليس حبا لها بل رغبة في الإمتلاك، وهو يمثل في الرواية الانتهازية الموجهة من الأغنياء ضد الفقراء، والخلاص الكاذب الذي يدفع الفقراء إلى اختيارات مؤلمة من أجل البقاء.
آنا فيدوروفنا: وهي سيدة تظهر في الرواية على أنها قريبة أو معرفة قديمة للفتاة فارينكا، وهي من نوع الأغنياء الذين يقومون بمساعدة الفقراء، لكنها تقدم تلك المساعدة مستخدمة كلمات نابية ومهينة وتنظر إليهم على أنهم مخلوقات أدنى منها بحاجة إلى الشفقة، وتقدم المساعدة ليس بدافع العطف الحقيقي، بل لإشباع مشاعر التفوق على الغير.
زملاء ماكار: في العمل وهم ينظرون إلى زميلهم نظرة احتقار ويسخرون منه بسبب فقره ومظهره السيء، ويعبرون عن التمايز الطبقي.
صاحبة المنزل: وهكذا يذكرها دوستيويفسكي في الرواية، وهي تعامل ماكار والمستأجرين لديها بإزدراء، وتفرض عليهم رسوم في مواعيد محددة كما تعرضه للإهانات والسب والقذف، وهي مثال التسلط وعدم الرحمة التي يتعرض لها الفقراء كل يوم.
الرجل الذي يدعى بوكروفسكي: وهو والد الطالب الذي أصيب بالتدرن الرئوي وكان هذا الرجل عجوز وسكير ودنيء كذاب لكنه رغم ذلك، كان يكن لابنه عطفاً مشوباً بالخوف عليه ويحترم فيه حبه للتعليم ويقدر فيه تفكيره.
كان هذا العجوز السكير يخجل من شخصيته ومظهره السيء، وكان مسرفاً ينفق كل ما لديه من مال على الشراب الأمر الذي جعل ابن ينبذه ويؤنبه باستمرار.
الطالب بوكروفسكي: له نفس اسم والده لكن والده كان يطلق عليه بيتينكا، وهو شاب جامعي ترك الجامعه لظروفه الصحية لأنه مصاب بالسل الرئوي و كانت آنا فيدوروفنا تحسن إليه بالسكن والطعام مقابل تعليم الفتاة الصغيرة شاسا.
هذا الطالب كان يغضب من سوء حالة والده الكبير وإصراره كل نقوده على الخمر، وقد ماتت أمه وعندما تزوج والده طردته زوجة أبيه من المنزل، و عندما حضرت فارفارا إلى السكن معه كان يعلمها مع الفتاة الأخرى، حتى نشأت بينهما مشاعر حب صادقة وبريئة، لكنه ما لبث أن توفي من المرض.
غورشكوف: وهو يعاني الفقر ويسكن في نفس المنزل الذي يستأجره دييفوشكين، وهذا الرجل قد اقيمت عليه دعوى قضائية تتهمه بالتزوير والخيانة ففقد وظيفته ومرتبه ومستحقاته كلها.
في النهاية تحكم له المحكمة بالبراءة وتعيد له مستحقاته، فيفرح بشده وكان لتلك الفرحة أثرها عليه إذ اختل توازنه و يتحرك جيئة وذهابا، ويقابل الناس وينظر في وجوههم و يقول " الشرف........ شرفي.... الشهرة....السمعة الطيبة.....أولادي!، وفي الليلة نفسها يموت من شدة الإنفعال والفرحة.
كثير من شخصيات الرواية جعلها دوستيويفسكي تعيش الفقر وإنكار الذات وتخضع له كأنه فدرها المحتوم، وترى أن مجرد الإعتراف بالبؤس والشقاء ليس من حقها، فتعايشوا مع الفقر في صمت مكلوم، واعتادوا آلامه.
الفكرة الرئيسية التي تدور حولها رواية الفقراء هي الفقر وحياة الناس الفقراء، فمن خلال الأدب إستطاع دوستيويفسكي أن يعري المجتمع الروسي آنذاك، ويظهر تلك القروح في قلب المجتمع، ويوضح أن الفقر وصمة عار إجتماعية تلصق بالإنسان وتحرمه من كل شيء.
ومن الأفكار التي يسلط عليها دوستيويفسكي الضوء هي فكرة الحب الإنساني النقي غير المشروط والذي نجده بين ماكار وفاريا بدافع الرحمة والرعاية وليس المصلحة، ولكن في لحظة تنهار رابطة هذا الحب أمام وطأة الفقر.
ومن الأفكار التي يهتم دوستيويفسكي بعرضها هي النقد الإجتماعي الذي يتعرض له الفقراء من المجتمع الذي يعيشون في، مما يجعلهم يشعرون بالرفض والمهانة.
فكرة المرض والموت الملازمان لحياة الفقراء وكأنه عقاب لهم على فقرهم، ويمكنك الإطلاع على مقالة مراجعة رواية الفقراء
كما يركز دوستيويفسكي على فكرة التمايز الطبقي بين أفراد المجتمع، وما يفعله هذا النظام الطبقي غير العادل حيث يسحق الفقراء كأنهم عبيد تحت أقدام السادة الأغنياء.
ومن الأفكار التي يهتم بها دوستيويفسكي في الرواية مسألة الكرامة الإنسانية التي قد يضطر الفقير إلى التنازل عنها في سبيل البقاء والعيش، كما تنازلت فاريا وقبلت بالزواج من الرجل المسن حتى تتخلص من الفقر.
فارفارا أليكسيفنا دوبروسيلوفا: وهي فتاة شابة ورقيقة تحب الإطلاع والقراءة وتعيش حياتها في حالة من الفقر بعد فقدان الوالدين، وهي تمثل المرأة الضعيفة التي تقاوم الفقر بالعمل في الخياطة، ولكنها في النهاية تستسلم للزواج من رجل عجور مسن حتى تتخلص من الفقر.
هناك شخصيات ثانوية في رواية الفقراء استعان بها دوستيويفسكي لكي يعبر من خلالها عن مشكلة الفقر في المجتمع الروسي ومن تلك الشخصيات:
بويكوف: وهو رجل عجوز ثري إلى حد ما يستغل حالة الفقر التي تعيشها فاريا ويتقدم للزواج بها، ليس حبا لها بل رغبة في الإمتلاك، وهو يمثل في الرواية الانتهازية الموجهة من الأغنياء ضد الفقراء، والخلاص الكاذب الذي يدفع الفقراء إلى اختيارات مؤلمة من أجل البقاء.
آنا فيدوروفنا: وهي سيدة تظهر في الرواية على أنها قريبة أو معرفة قديمة للفتاة فارينكا، وهي من نوع الأغنياء الذين يقومون بمساعدة الفقراء، لكنها تقدم تلك المساعدة مستخدمة كلمات نابية ومهينة وتنظر إليهم على أنهم مخلوقات أدنى منها بحاجة إلى الشفقة، وتقدم المساعدة ليس بدافع العطف الحقيقي، بل لإشباع مشاعر التفوق على الغير.
زملاء ماكار: في العمل وهم ينظرون إلى زميلهم نظرة احتقار ويسخرون منه بسبب فقره ومظهره السيء، ويعبرون عن التمايز الطبقي.
صاحبة المنزل: وهكذا يذكرها دوستيويفسكي في الرواية، وهي تعامل ماكار والمستأجرين لديها بإزدراء، وتفرض عليهم رسوم في مواعيد محددة كما تعرضه للإهانات والسب والقذف، وهي مثال التسلط وعدم الرحمة التي يتعرض لها الفقراء كل يوم.
الرجل الذي يدعى بوكروفسكي: وهو والد الطالب الذي أصيب بالتدرن الرئوي وكان هذا الرجل عجوز وسكير ودنيء كذاب لكنه رغم ذلك، كان يكن لابنه عطفاً مشوباً بالخوف عليه ويحترم فيه حبه للتعليم ويقدر فيه تفكيره.
كان هذا العجوز السكير يخجل من شخصيته ومظهره السيء، وكان مسرفاً ينفق كل ما لديه من مال على الشراب الأمر الذي جعل ابن ينبذه ويؤنبه باستمرار.
الطالب بوكروفسكي: له نفس اسم والده لكن والده كان يطلق عليه بيتينكا، وهو شاب جامعي ترك الجامعه لظروفه الصحية لأنه مصاب بالسل الرئوي و كانت آنا فيدوروفنا تحسن إليه بالسكن والطعام مقابل تعليم الفتاة الصغيرة شاسا.
هذا الطالب كان يغضب من سوء حالة والده الكبير وإصراره كل نقوده على الخمر، وقد ماتت أمه وعندما تزوج والده طردته زوجة أبيه من المنزل، و عندما حضرت فارفارا إلى السكن معه كان يعلمها مع الفتاة الأخرى، حتى نشأت بينهما مشاعر حب صادقة وبريئة، لكنه ما لبث أن توفي من المرض.
غورشكوف: وهو يعاني الفقر ويسكن في نفس المنزل الذي يستأجره دييفوشكين، وهذا الرجل قد اقيمت عليه دعوى قضائية تتهمه بالتزوير والخيانة ففقد وظيفته ومرتبه ومستحقاته كلها.
في النهاية تحكم له المحكمة بالبراءة وتعيد له مستحقاته، فيفرح بشده وكان لتلك الفرحة أثرها عليه إذ اختل توازنه و يتحرك جيئة وذهابا، ويقابل الناس وينظر في وجوههم و يقول " الشرف........ شرفي.... الشهرة....السمعة الطيبة.....أولادي!، وفي الليلة نفسها يموت من شدة الإنفعال والفرحة.
كثير من شخصيات الرواية جعلها دوستيويفسكي تعيش الفقر وإنكار الذات وتخضع له كأنه فدرها المحتوم، وترى أن مجرد الإعتراف بالبؤس والشقاء ليس من حقها، فتعايشوا مع الفقر في صمت مكلوم، واعتادوا آلامه.
الأفكار العامة في رواية الفقراء
الفكرة الرئيسية التي تدور حولها رواية الفقراء هي الفقر وحياة الناس الفقراء، فمن خلال الأدب إستطاع دوستيويفسكي أن يعري المجتمع الروسي آنذاك، ويظهر تلك القروح في قلب المجتمع، ويوضح أن الفقر وصمة عار إجتماعية تلصق بالإنسان وتحرمه من كل شيء.
ومن الأفكار التي يسلط عليها دوستيويفسكي الضوء هي فكرة الحب الإنساني النقي غير المشروط والذي نجده بين ماكار وفاريا بدافع الرحمة والرعاية وليس المصلحة، ولكن في لحظة تنهار رابطة هذا الحب أمام وطأة الفقر.
ومن الأفكار التي يهتم دوستيويفسكي بعرضها هي النقد الإجتماعي الذي يتعرض له الفقراء من المجتمع الذي يعيشون في، مما يجعلهم يشعرون بالرفض والمهانة.
فكرة المرض والموت الملازمان لحياة الفقراء وكأنه عقاب لهم على فقرهم، ويمكنك الإطلاع على مقالة مراجعة رواية الفقراء
كما يركز دوستيويفسكي على فكرة التمايز الطبقي بين أفراد المجتمع، وما يفعله هذا النظام الطبقي غير العادل حيث يسحق الفقراء كأنهم عبيد تحت أقدام السادة الأغنياء.
ومن الأفكار التي يهتم بها دوستيويفسكي في الرواية مسألة الكرامة الإنسانية التي قد يضطر الفقير إلى التنازل عنها في سبيل البقاء والعيش، كما تنازلت فاريا وقبلت بالزواج من الرجل المسن حتى تتخلص من الفقر.
خاتمة
قدمنا في تلك المقالة شرح وتخليص لرواية الفقراء لدوستيويفسكي، وعرضنا لبعض الرسائل بين ابطال الرواية التي تعبر عن الفقر والبؤس، كما تناولنا بعض الشخصيات والتوضيح والتحليل ونتمنى المقالة بالأفكار العامة التي عالمها دوستيويفسكي في الرواية.
المصادر
رواية الفقراء لدوستيويفسكي
كتاب دوستيويفسكي- حياته-وأعماله، تاليف هنري ترويا وترجمة على باشا