قصة اكتشاف حجر رشيد: ومَن الذى استطاع فك رموزه؟!

قصة اكتشاف حجر رشيد، سوف تتعرف فى تلك المقالة عليها لو كنت من الباحثين فى علم الآثار عن حكاية حجر رشيد ومحاولات العلماء فى اكتشاف وفك رموزه.فهل تعرف ما هى قصة ذلك الحجر الأثري وما هو دوره فى فك رموز الحضارة المصرية القديمة.
قصة اكتشاف حجر رشيد

قصة اكتشاف حجر رشيد المفتاح لفك رموز اللغة المصرية القديمة

لا شك أن اللغة هى الوسيلة أو المفتاح الذى نستطيع من خلاله التعرف على عادات وثقافات الشعوب فى الحاضر والماضي البعيد، ولا يوجد ما يدلل على ذلك أكثر من فك رموز اللغة الهيروغليفية أو اللغة المصرية القديمة.

حيث ساعدت فك رموز اللغة القديمة على فهم ومعرفة لتلك الحضارة العظيمة بعد أن كانت شيئا مُبهماً وعصياً على الفهم، وذلك بعد فك رموز حجر رشيد .

وفى تلك المقالة سوف نعرف ذلك من خلال عرض قصة اكتشاف حجر رشيد، ومن الذى استطاع فك رموزه العجيبة، تابعوا معنا القراءة.

حملة نابليون على مصر والعثور على حجر رشيد

لن نستفيض هنا بذكر أحداث الحملة الفرنسية على مصر بل سنذكر منها ما يخدم هدفنا فى هذه المقالة وهو الحديث عن قصة اكتشاف حجر رشيد.

كان نابليون قائدا عسكريا شغوفا بالحملات والرؤى العسكرية والتخطيط لها وكان عقله لا يهدأ أبدا من تلك الناحية ومن كثرة ما سمعه عن مكانة مصر وحضارتها وآثارها حمل لها في داخله فضول شديد تجاه أرضها .

وكان دائم التفكير فى الإستيلاء عليها وبالفعل خطط لذلك ،فجهز جيشا مكونا من ثمانية وثلاثين ألف جندي وغزا به مصر على متن 328 سفينة عام 1798م، وكان من بينهم 167 عالما تم تكليفهم بمهمة رسم الخرائط لأرض مصر وآثارها ودراسة أحوالها فى الماضي والحاضر .

عندما دخل نابليون مصر كان الأمر بالنسبة له كأنه زار كوكبا آخر حيث اندهش هو وجنوده من روعة آثارها وعظمة حضارتها، و كانت اللجنة العلمية المصاحبة للحملة تضم بينها علماء في مختلف المجالات.

فمنهم الخبراء الزراعيون والفنانون وعلماء النبات والمهندسون لكنها كانت تفتقر إلى مَن يفهم فى علم الآثار، و كان يتم وضع العلماء جنبا إلى جنب فى وسط مجموعات المشاه أثناء المعركة .

كيف عثروا على حجر رشيد

فى أحد الجولات التي كان يتابع فيها نابليون نشاط العلماء عندما كانوا يقومون ببناء حصون دفاعية بالقرب من مدينة رشيد في دلتا النيل عام1799 م، انبهر بقطعة من الحجر تظهر عليها نقوش غامضة كانت بين أيديهم.

وعلم أن الجنود عثروا عليها أثناء بناء الحصون، و بالتالي قام نابليون بإرسال الحجر الى فرقة العلماء بالقاهرة، وأطلق العلماء فيما بعد على الحجر اسم حجر رشيد.

هل استطاع علماء نابليون فك رموز حجر رشيد؟!

فطن علماء الحملة الفرنسية إلى أن حجر رشيد سيكون المفتاح لفك الغاز اللغة الهيروغليفية وعندما فحصوا حجر رشيد لاحظوا أن الحجر مكتوب عليه ثلاثة نصوص مختلفة.

النص العلوي مكتوب باللغه الهيروغليفية وهي اللغة المصرية القديمة والجزء الأوسط مكتوب باللغة الديموطيقية والجزء الأدنى باللغة اليونانية القديمة.

استطاع العلماء ترجمة النص المكتوب باللغة اليونانية وقد كان عبارة عن مرسوم ملكي صادر عن الفرعون بطليموس الخامس في العام 196ق.م.

وعلى الفور أدركوا أن تلك الخطوط اليونانية يمكن أن تكون المفتاح لفهم الكتابة الهيروغليفية، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يعرفوا أكثر مما عرفوا وخفقوا في فك رموز حجر رشيد.

إلا أن علماء الحملة قاموا بإنجازات علمية شتى في كشف الممرات السرية بالأهرامات وكذلك وضعوا رسومات لنهر النيل ورسموا التصميمات الداخلية للمعابد المصرية الكبيرة فى الكرنك والأقصر.

والأهم من كل ذلك هو تأليف كتاب "وصف مصر" المكون من عشرين جزء والذي تسبب في إحداث ضجة كبرى نحو ما تملكه مصر من الخيرات فزادت أنظار العالم للاستيلاء عليها.

ورغم عبقرية نابليون العسكرية إلا أنه أخفق فى الإستيلاء على مصر وهُزم على يد قائد البحرية البريطانية الأدميرال "هوراشيو نيلسون" في خليج أبو قير بالإسكندرية.
بعدها هرب نابليون الى فرنسا، وتم حمل حجر رشيد لعرضه فى المتحف البريطاني.

دور شامبليون فى فك رموز حجر رشيد

"جان فرانسوا شامبليون" كان عبقري لغوي ذو شخصية حادة وكان يتقن العديد من اللغات مثل اللغة العبرية والعربية والسنسكريتية والإنجليزية والألمانية و الإيطالية وتعلم القبطية وكان مهووسا بالهيروغليفية.

كان شامبليون في حالة من العوز والفقر لكنه حول اهتمامه الى حجر رشيد وقام بدراسته عدة أشهر وركز على العديد من البرديات المصرية.

وعلى الرغم من الغموض لهذا الحجر إلا أنه أصبح مؤيدا لرأي العالِم الدنماركي "يورغين زيغا" بأن الكتابة المصرية كانت صوتية.

وبعد العديد من الدراسات والإطلاع على البرديات كان قد فك شفرة اللغة الهيروغليفية ووصفها بأنها كانت مجازية ورمزية وصوتية.

"لقد تمكنت منها "!هكذا صرخ شامبليون لأخيه وسقط مغشيا عليه ...فقد تمكن من حل لغز عمره قرون .

في عام 1822 قدم شامبيون نتائج بحثه إلى أكاديمية النقوش والآداب الفرنسية ولأهمية هذه النتائج تم إعلام ملك فرنسا بها إلا أنه لم يتم الإعتراف بعمل شامبليون على نطاق عالمي إلا بعد مرور سنوات.

ولكن لأهمية كشفه أصبح مشرفا على القسم المصري في متحف اللوفر وقام بترتيب المقتنيات الأثرية حسب تسلسلها التاريخي الصحيح.

حتى تلك الفترة لم يكن شامبليون قد زار مصر أبدا إلا أنه في عام 1828 م ترأس بعثة مشتركة بين فرنسا وإقليم إيطاليا للذهاب الى مصر، وجاءت هذه االبعثة بعد بعثة نابليون ب ثلاثين عاما.

تمكن خلالها من قراءة النصوص على جدران المعابد، وكان شامبيون أول عالم يحدد أصحاب المقابر ويقوم بترجمة النصوص المكتوبة على جدران المعابد عن الفراعنة الذين يقدمون القرابين للآلهة.

بعد إصابته بالتعب والإعياء عاد الى باريس عام 1830 م ومات بعد عامين اثر اصابته بالسكتة الدماغية ولم يتجاوز عمره سوى 42 عاما فقط.

هل تمكن العرب من فك لغز اللغة الهيروغليفية قبل شامبليون؟!

ترصد كتب التاريخ أن أول من فك رموز الهيروغليفية هو العالم العربي المسلم أبو بكر أحمد ابن وحشية وهو من أصل عراقي من أهل قسين القريبة من الكوفة وهو عالم كيميائي وفلكي وعالم لغوي و كان من علماء العصر العباسي ومن مؤلفاته كتاب " شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام".

وفي هذا الكتاب فك شفره 89 لغة واكتشف ابن وحشية أن اللغة الهيروغليفية هى رموز صوتية في القرن الثالث الهجري وحلل العديد من رموزها قبل شامبليون.

وقد تمت ترجمة مخطوطته السابقة الذكر الى اللغة الإنجليزية بواسطة النمساوي "جوزيف هامر"ونُشرت فى لندن عام 1806م وذلك قبل أن يفك شامبليون رموز حجر رشيد عام 1822.
العرب وفك رموز اللغة الهيروغليفية

وجدير بالذكر أن كثير من المستشرقين اتهموا شامبليون بسرقة بحث ابن وحشية بعد إطلاع شامبليون على كتاب جوزيف هامر.

وبالطبع نحن نعلم أن كثير من الإكتشافات والإختراعات القديمة هي فى الأصل تعود لعلماء العرب المسلمين.

وهنا فى ختام مقالتنا عن قصة اكتشاف حجر رشيد والكتابة الهيروغليفية ودور كل من علماء نابليون وشامبليون والعرب فى معرفة رموز وألغاز تلك اللغة نشكركم على مواصلة القراءة ويمكنكم الإنتقال بين موضيع المدونة للإستزاده من المعرفة.
رحاب يعقوب عباده
رحاب يعقوب عباده
تعليقات