
العرب وجهة نظر يابانية، المشاكل والتحديات
كان الكاتب خلال تلك السنون مستكشفاً لعادات العرب وأفكارهم وإنطباعاتهم وسلوكياتهم فعزم أمره بعد تلك الرحلة الطويلة أن يخط بقلمه هذا الكتاب بلغة عربية أصيلة.
إستطاع خلال صفحات الكتاب أن يضع يده على معظم المشاكل الحياتية التى تعاني منها الشعوب العربية والتي عايشها هو أيضاً ولمسها بنفسه، من خلال مراقبته لما يحدث بالمجتمعات العربية ومقارنتها بنظيرتها في اليابان.
مثال القمع ،الخوف،غياب العدالة الإجتماعية،الرقابة علي الكتب والصحف،غياب الثقة والمسؤولية ،الرقابة على الكُتاب وغياب حرية الفكر والتعبير عن الرأي.
وأيضاً التوتر والجمود والبؤس المنتشر على الوجوه،الرشوة،الإهمال ،القمامة ،إهمال التعليم ،نظام الحكم والأحزاب السياسية وسلطة الفرد وغيرها الكثير من المشاكل والجراح التى يعانى منها الإنسان العربى.
تنبأ الكاتب بأن تردي الأوضاع والقمع وغياب المسؤولية سوف تؤدي حتماً إلى حدوث إنفجاراً في المجتمعات العربية وهو ما حدث فعلا وعبرت عنه الشعوب العربية في شكل و صورة ثورات الربيع العربي.
الأدب مرآة للحياة العربية
كما تعرف الكاتب على حياة القمع والإضهاد التي يتعرض لها الكثير من خلال كتابات الأديب المغربي عبد اللطيف اللعبي والذي تعرض للسجن بسبب كتاباته تلك، ولكنه يذكر أن فترة السجن كانت لها الفضل عليه في معرفة معنى الحرية وجوهر الأشياء.
وعن طريق قرائته لكتابات الأديب الليبي إبراهيم الكوني عن مجتمع الصحراء استطاع أن يتعرف على سمات وخصائص هذا المجتمع عن قرب، فهو يرى أن الكوني قد برع في خلق مجتمعات مختلفة ومتنوعة التفاصيل عن عالم الصحراء التى توضح بعمق حياة الطوارق في الصحراء الليبية.
ويتناول الكاتب في ثنايا كتاب العرب وجهة نظر يابانية حياة البدو في الصحراء، وتحدث عن صفاتهم وعاداتهم و ذكر نمط حياتهم البسيط والذي يعتمدون فيه على الصبر والحيلة.
نقد بعض أفكار كتاب العرب وجهة نظر يابانية
لكن على الرغم من أن الكاتب جمع فى كتابه العرب وجهة نظر يابانيه مشاكل وجروح العرب إلا أن كتابه هذا يحمل بين طياته الكثير من المغالطات التي اعتبرتها مذمة في حق الشخصية العربية وخاصة العربي المسلم ومنها:- في إحدى زوايا الكتاب إنتقد ذلك المسلم العابد الذى ليس له سوى قراءة القرآن والصلاة والعبادة ولا يتقدم خطوة للأمام ولا يقرأ إلا القرآن.
ولو أنه كلف نفسه عبء البحث في القرآن والحديث لوجد أن هذا النموذج هو النموذج المثالي للفرد المسلم العابد ولكن هناك نموذج آخر للمسلم العالِم الذى أمره الله بالبحث في أقطار السموات والأرض وإكتشاف الأفلاك والنجوم والتفكر في النفس والكون وطلب العلم بكل فروعه وليس العلوم الشرعية فقط.
إن أول فعل أمر فى القرآن هو إقرأ وهو فعل أمر متعدي بمعنى أنه لا يحدد له مفعول واحد أي لا يعنى القراءة فى القرآن فقط بل في أى مجال المهم أن تقرأ،وهل هناك دين حث علي القراءة والتعلم كما فعل الإسلام؟!!
- عارض المؤلف كرم وضيافة الفنانة شعبية عندما أهدت زوجته إحدى لوحاتها التى جهزتها للمعرض كما عارض موقف زوجها عندما طلبت الضيفة لوحة أخرى، ولكنه لم يعارض أو يسلط الضوء على فعل زوجته وأقول له:
يبدو أنك كنت عزيزا جدا عند الفنانة شلبية، فالعربي وخاصة الفنان لا يهدر فنه وإبداعه وممتلكاته الفنية لأي شخص والسلام بدون مقابل هكذا !والغريب أنك لم تنتقد رد فعل زوجتك سوى بكلمة بسيطة وهى أنها فقدت السيطرة علي نفسها.
- لفت نظري ما ذكره المؤلف عن موقف الكاتب محمد شكرى مع تلك الفتاة التي كان يحبها وكيف أنه يخجل من مصارحتها بما يضمره في نفسه لها، لكن هذا الموقف الذي تحدث عنه الكاتب اراه مغلوطاً بعض الشيء او يجانبه بعض الخطأ. لأننى منذ فترة ليست بالبعيدة قرأت لمحمد شكري رواية الخبز الحاف وما أدراك ما الخبز الحاف!!
- ليس ذلك وحسب بل هناك الكثير من الأفكار التي وردت في الكتاب والتى تحتاج إلى الرد عليها مثل ما ذكره عن ملابس المرأة العربية وكذلك قمع الجسد وإخفاء جمال المرأة ورأيه فى الكرامة والشرف.
اقتباسات من كتاب العرب وجهة نظر يابانية
- حتي الأعمى إذا أمضى أربعين سنة في مكان استطاع أن يرى شيئا يستحق الكتابة.
- إن حل مشكلة ما، أو تجاوز جريمة ما لا يكون بإيجاد مشكلة جديدة، أو ارتكاب جريمة جديدة .
- الجريمة امتحان كبير لعدالة البشر، ولوعيهم ومسؤوليتهم، وامتحان للكرامة والشرف والضمير في وقت واحد.
- الحكومة لا تعامل الناس بجدية، بل تسخر منهم وتضحك عليهم.
- أن الناس في الوطن العربي يتصرفون مع قضية السجين السياسي على أنها قضية فردية وعلى أسرة السجين وحدها أن تواجه أعباءها! إن ذلك من أخطر مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية.
- الحكم الطويل يعلم الحاكم القمع إذا كان لا يعرفه.
- الشعور بالاختناق والتوتر سمة عامة للمجتمعات العربية
- توتر شديد ونظرات عدوانية تملأ الشوارع.
- الحرية هي باب الإنتاج وباب التواصل والحياة الكريمة.
- المجتمع العربي مشغول بفكرة النمط الواحد، على غرار الحاكم الواحد، لذلك يحاول الناس أن يوحدوا أفكارهم وملابسهم.
- الشخصية أو الحزب السياسي أو الهيئة الاجتماعية التي لا تقبل النقد تنحط وتتحدى يوماً بعد يوم حتى تصل إلى الحضيض.
- في مجتمع كمجتمعنا -المجتمع الياباني- نضيف حقائق جديدة، بينما يكتفي العربي باستعادة الحقائق التي اكتشفها في الماضي البعيد.
- الدين أهم ما يتم تعليمه، لكنه لم يمنع الفساد وتدني قيمة الاحترام.
- لكي نفهم سلوك الإنسان العربي العادي، علينا أن ننتبه دوما لمفهومي الحلال والحرام.
- إن المعارضة القائمة في البلدان العربية هي في حقيقتها سلطة ضد السلطة أو سلطة مضادة تطمح للسيطرة على الحكم دون أن تقدم مشروعاً مغايراً لمشروع الحكم المسيطر.
- أنا لا أفهم ماذا يخسر أولئك عندما يعاملون الناس باحترام أو ماذا يكسبون عندما يعاملون بطريقة سيئة.
- الحاكم العربي مازال يتمتع بالإمتيازات التي كان يتمتع بها الحاكم في العصور ما قبل الحديثة.
- عقولنا في اليابان عاجزة عن فهم أن يمدح الكاتب السلطة أو أحد أفراد السلطة، هذا غير موجود لدينا على الإطلاق.
- نحن نستغرب ظاهرة مديح الحاكم، كما نستغرب رفع صوره في أوضاع مختلفة كأنه نجم سينمائي، باختصار، نحن لا نفهم علاقة الكتاب العرب بحكوماتهم.
- على العرب أن يفهموا التجربة اليابانية، فسيطرة العسكر على الشعب هي سبب دخول البلاد في حروب مجنونة.
- إن العالم المتقدم صناعياً ينظر بتعال ثقافي إلي ثقافات الشعوب المتخلفة صناعياً وحتى في البلدان العربية - بكل أسف- ينظر بعض المثقفين إن لم يكن معظمهم بتعال إلى ثقافة البدو.
- في اليابان، قيادة الدولة المعاصرة أكبر من إمكانيات أي شخص مهما كان موهوبا أو قويا، وهذا المنصب يمارسه المسؤول مرة واحدة فقط، وهكذا نضمن عدم ظهور مركزية فردية مهيمنة.
- انعدام حس المسؤولية طاغ في مجتمعاتهم.
- حين يدمر العرب الممتلكات العامة، فهم يعتقدون أنهم يدمرون ممتلكات الحكومة، لا ممتلكاتهم!
- يخضع الراكب العربي لاضطهاد سائق التاكسي، فالسائق يختار الراكب حسب وجهته ولا يقل من لا يعجبه شكله.
- الرجل العربي في البيت يلح على تعظيم قيمته، ورفعها إلى السيطرة والزعامة، وفي الحياة العامة، يتصرف وفق ميزاته وقدراته ونوع عمله، هذان الشكلان المتناقضان ينتج عنهما غالبا أنواعا شتى من الرياء والخداع والنفاق.
- استغرب لماذا تستعمل كلمة (ديمقراطية) كثيرا في العالم العربي! إن ظروف الواقع العربي لا تسمح باستعمالها لأن ما يجري فعلاً هو عكسها تماماً.
- العرب مورست عليهم العنصرية، ومع هذا فقد شعرت عميقا أنهم يمارسونها ضد بعضهم البعض.
- السجناء السياسيون في البلدان العربية ضحوا من أجل الشعب، ولكن الشعب نفسه يضحي بأولئك الأفراد الشجعان، فلم نسمع عن مظاهرة أو إضراب أو احتجاج عام في أي بلد عربي من أجل قضية السجناء السياسيين.
- إن الحاكم العربي يخاطب الشعب بكلمة يا أبنائي وبناتي، عندنا نعتبر هذه الكلمة بالغة الإهانة إذا استعملها مسؤول مهما كان كبيراً.
- نحن في اليابان عرفنا القضية الفلسطينية عن طريق الغرب، بعدئذ فهمنا أن علينا أن نبحث عن الحقائق بأنفسنا.
- من المعلوم أن ضوضاء كبيرة أحاطت بالقضية الفلسطينية، بالنسبة لي كان غسان كنفاني هو الصوت الأقوى والأصفى الذي صدقته وسط تلك الضوضاء.
- لماذا لا يستفيد العرب من تجاربهم؟ لماذا يكرر العرب أخطاءهم؟
- فهمت أن المواطن العربي يقرن بين الأملاك العامة والسلطة، وهو نفسيا في لاوعيه على الأقل ينتقم سلبيا من السلطة القمعية فيدمر وطنه بانتقامه.
- و لا زال العرب يستخدمون القمع والتهديد والضرب خلال التعليم، ويسألون متى بدأ القمع
- ضيافة العرب فريدة ممتازة.