رواية أم سعد شخصية حقيقة من مخيم اللاجئين_ غسان كنفاني

رواية أم سعد للأديب غسان كنفاني، أم سعد تلك المرأة الفلسطينية التي كانت تحيا كغيرها من النساء الفلسطينيات اللاتي هُجرن من بيوتهن إلى مخيمات اللاجئين، ولكن ظلت روحها الفلسطينية شعلة تتقد لتنير دروبأً مظلمة من الكفاح المضني.
ملخص رواية أم سعد لغسان كنفاني

تعد رواية أم سعد للأديب الفلسطيني غسان كنفاني من أكثر الروايات الواقعية التي كتبها وتعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني في مخيمات اللاجئين، وتضحيات الأمهات وحث ابناءهن على الفداء والزود عن الوطن بأرواحهم، وفيما يلي نعرض نبذة عن رواية أم سعد لغسان كنفاني.

ملخص رواية أم سعد لغسان كنفاني

ملخص رواية أم سعد تبدأ روايه أم سعد بالإستماع إلى الراديو الذي يعلن فيه خبر الهزيمة للجيوش العربية في الحرب مع العدو، والذي استقبله غسان أو راوي القصة كما لو كان صاعة نزلت عليه من السماء، ولأنه يعرف مدى ثورية جارته أم سعد؛ فقد تمنى في تلك اللحظة أن يعرف مدى وقع الخبر على روحها.

في تلك الأثناء كانت الجارة أم سعد قد أتت إلى غسان ومعها دالية لتغرزها أمام بيت غسان، وما إن رآها حتى أسرع إليها ليتبين حالها بعد وقوع الهزيمة، ولما سألته قالت إنها كانت ستحطم الراديو عندما سمعت ذلك النبأ لولا أن زوجها سبقها وأخذه من يدها فهو في نظرها لا يأتي سوى بالمصائب.

في أحد الأيام جاءت أم سعد لغسان لكي تزف له البشرى التي طالما انتظرتها كثيراً والتي كانت تربي ابنها سعد من أجلها، وهي أن ابنها سعد قد تم قبوله للعمل مع الفدائيين، وأزاعت أم سعد الخبر للجميع من شدة فرحتها، وعبرت عن ذلك بأن قالت إنها كانت تتمنى لو أن لها عشرة من الأبناء يلتحقوا جميعاً بالفدائيين.

بعد فترة من التحاق سعد بالعمل مع المقاومة المسلحة أراد أن يبعث لأمه بهدية تفرح قلبها وتجعلها تفخر به بين النساء في المخيم.
وبينما كانت أم سعد تنظف المخيم مع النساء إذ جاءها أحد الرجال ليبلغها سلام ابنها سعد وأن سعد سوف يقدم لها الليلة سيارة هدية.
فطنت الأم إلى أن ابنها سوف يقوم الليلة بعملية فدائية يُجهز فيها على سيارة العدو وفرحت كثيراً بذلك وابلغت ذلك لغسان.

ذات ليلة كانت أم سعد تتجول في المخيم فسمعت صوتاً يأتيها من جهة ما وتكرر هذا الصوت عدة مرات، وعندما ذهبت أم سعد نحو مصدر الصوت كادت تطير فرحاً إذ وجدت ابنها سعد ورفاقه.
كانوا يرتدون ملابسهم العادية ويحاولون التسلل سراً إلى المخيم للإطمئنان على ذويهم، وكان ذلك بعد تسعة أشهر من العمل مع المقاومة، وكان سعد حينها مصاباً برصاصة في ذراعه جعلته يأخذ هدنة فجاء للإطمئنان علي أمه وعلى أحوالها.

بعد مرور عدة أيام على وجود سعد ورفاقه في المخيم، ودع سعد أمه واجتمع هو ورفاقه لمغادرة المخيم وترجى أمه ألا تشعر بالحزن عليه إذا ما أصابه أي مكروه أو استشهد.

كانت أم سعد من السيدات اللواتي لهن نشاطاً ملحوظاً في المخيم وكذلك في مناهضة العدو، فتارة تجدها تنظف المخيم مع النساء وتارة أخرى تبعث الأمل والصمود في أهل المخيم.
ومرة أخرى تحث الشباب على النضال فكانت هي نفسها مناضلة إذ كانت تذهب مع بعض النسوة وتضع القطع الحديدية المسنة والزجاج المكسور في الطريق الذي تستقله سيارات العدو لكي تنفجر الإطارات.

تحليل رواية أم سعد للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني

كتب غسان كنفاني رواية أم سعد بعد إنقطاع عن الكتابة دام لمدة ثلاث سنوات، وهي رواية واقعية عن شخصية حقيقية تعكس وضع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، وتبرز الدور الجلي للمرأة والأم الفلسطينية في تلك المخيمات نحو تربية الأبناء للدفاع عن الوطن والتضحية بالنفس في سبيله.

وشخصية أم سعد في الرواية هي مثال حي للمرأة المناهضة للإحتلال والمرأة الثورية التي لا تقل قيمة عن الرجل الذي يواجه العدو، بل إن أم سعد كانت ولا تظل متمثلة في كل امرأة فلسطينية هي الشعلة والوقود الذي منه بدأت مواجهة الإحتلال، كما أنها رمزاً يبعث على الصمود والتحدي.

أهدى غسان رواية أم سعد لشخصية أم سعد الحقيقية في عام 1969 م حيث قال في مقدمة الرواية " لقد علمتني أم سعد كثيراً وأكاد أقول أن كل حرف جاء في السطور التالية إنما هو مقتنع من بين شفتيها اللتين ظلتا فلسطينيتين رغم كل شيء، ومن كتفيها الصلبتين اللتين ظلتا رغم كل شيء تنتظران السلاح عشرين سنة ".

نالت رواية أم سعد استحسان العديد من الأدباء والنقاد ورأوا أنها من أهم أعمال غسان، كما أشاد الروائي اللبناني إلياس خوري بالرواية واعتبرها حجر الزاوية في اكتمال فكرة الفدائي الفلسطيني في أدب غسان كنفاني، كما عبر الكاتب عن الرواية بأنها تمثل بداية مرحلة نمو الوعي وبداية مرحلة الصحوة لدى الفلسطينيين في شكل عمل فدائي.

اقتباسات من رواية أم سعد

  1. قال لها تصبحين على وطن، فقالت أم سعد: مفيش حدا بينام يصبح بلاقي وطن بيستناه!.
  2. ودخلت أم سعد فرفضت في الغرفة رائحة الريف.
  3. الحبوس أنواع يا ابن العم! أنواع المخيم حبس وبيتك حبس والجريدة حبس والراديو حبس والباص والشارع وعيون الناس... أعمارنا حبس والعشرون سنة الماضية حبس والمختار حبس، تتكلم إنت على المحبوس؟! طول عمرك محبوس!.
  4. كانت أم سعد قد علمتني طويلاً كيف يجترح المَنفِي مفرداته وكيف بنزلها في حياته كما تنزل شفرة المحراث في الأرض.
  5. الثورة جزءاً لا ينفصم عن الخبز والماء وأكف الكدح ونبض القلب.
  6. أنتظر شيئاً ما يفتح شهيتي ليس للأكل فحسب، ولكن للحياة أيضاً.
  7. كان صوتها دائماً بالنسبة لي هو صوت تلك الطبقة الفلسطينية التي دفعت غالياً ثمن الهزيمة.
  8. واقفة مثل شارة الضوء في بحر لا نهاية له من الظلام.
  9. اتنفس الصعداء مثلما يفعل الإنسان حين يريد أن يميل على الغيوم السوداء في صدره هواءاً نقياً.
  10. وكنت ما أزال انظر إلى كفيها منكفئتين هناك كشيئين مصابين بالخيبة، تصيحان من أعماقها، تطاردان المهاجر إلى الخطر والمجهول... لماذا يا إلهي يتعين على الأمهات أن يفقدن أبناءهن.
  11. في عينيها رأيت شيئاً يشبه الخيبة؛ تلك اللحظة المروعة التي تشعر فيها أم ما أنه صار بالوسع الإستغناء عنها، أنها اُُطرحت في جهة ما كشيء استهلكه الإستعمال.
وختاماً فقد عرضنا في تلك المقالة ملخص وتحليل لرواية أم سعد للأديب غسان كنفاني كما اضفنا بعض الإقتباسات من الرواية ووضحنا الفكرة التى تدور حولها الرواية وهو دور المرأة الفلسطينية والأم في المخيمات نحو القضية الفلسطينية.
رحاب يعقوب عباده
رحاب يعقوب عباده
تعليقات