حياة المفكر عبد الوهاب المسيري _ البذور والجذور والثمر

هل يمكن لعالِم أدبٍ إنجليزي أن يُعيد رسم خريطة فهمنا للصهيونية والحداثة والإنسان؟ هكذا فعل المفكر عبد الوهاب المسيري،   هذه سيرة مفكر مصري جمع بين الدقة الأكاديمية و الرؤية الإنسانية، فصار مرجعًا تتقاطع عنده دروب الفكر والاجتماع والسياسة.The life of the thinker Abdel Wahab El-Messiri
حياة المفكر عبد الوهاب المسيري

سيرة عبد الوهاب المسيري من المولد و النشأة إلى مفكر موسوعي 

عبد الوهاب المسيري 1938-2008م مفكر ومؤلف مصري وعالم في الدراسات الصهيونية، يعد أحد أبرز المفكرين العرب في القرن العشرين وأكثرهم تأثيراً وهو من بين المفكرين القلائل الذين تركوا بصمة عميقة في الفكر العربي والإسلامي المعاصر و يبرز اسمه كمفكر مصري تعدى حدود التخصص الأكاديمي ليصبح مدرسة فكرية قائمة بذاتها.

عبد الوهاب المسيري النشأة والتعليم

وُلد المفكر عبد الوهاب محمد المسيري في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة عام 1938م، نشأ في أسرة مصرية متوسطة الحال، تزوج المسيري من الدكتورة هدى حجازي "توفيت عام2015 م" االأستاذة بكلية البنات جامعة عين شمس وانجبا دكتور ياسر المسيري ودكتورة نور المسيري و عرف عنه التواضع والبساطة في المعيشة رغم مكانته العلمية المرموقة.
كان يقضي معظم وقته في البحث والقراءة والكتابة.وكان لهذا المجتمع المصري المعروف ببساطته وعاداته وتقاليده الذي نشأ فيه المسيري تأثير على معرفته بالوعي والفكر الاجتماعي والذي عبر عنه لاحقًا في تمييزه بين المجتمع التراحمي و المجتمع التعاقدي.

التحق المسيري بكلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، في جامعة الإسكندرية عام 1955. هناك تعرّف على الأدب الإنجليزي والرواية الغربية، وتأثر خلال دراسته بتيارات فكرية متعددة. علمته دراسة الأدب الإنجليزي المقارن ان يبحث دائمًا عن الروابط بين الأدب والواقع الاجتماعي والسياسي.

بعد التخرج من جامعة الاسكندرية وحصوله على شهادة الليسانس بدرجة امتياز عام 1959م عُين معيداً في الجامعة ثمحصل على منحة لاستكمال دراساته العليا في الولايات المتحدة .
حصل عبد الوهاب المسيري على الماجستير في الأدب الإنجليزي المقارن من جامعة كولومبيا (الولايات المتحدة) عام 1964، تلتها الدكتوراه من جامعة رتجرز (1969)
هذا المسار رسّخ لديه أدوات المقارنة، والاشتغال بالمفاهيم وبُنى السرد، وهي التي سيعيد توظيفها في نقد الحداثة والصهيونية لاحقًا .

في أمريكا، لم يكن المسيري مجرد طالب يتلقى العلم، بل كان يراقب ويفكر، لاحظ كيف تتشكل الأفكار، وكيف تعمل الآليات الثقافية والمؤسسية في الغرب، تعرف على سلبيات الحضارة المادية الحديثة،

لم يتوقف المسيري عند حدود الأدب فقط؛ بل بدأ يفكر في الأسئلة الكبرى: ما الإنسان؟ ما الحضارة؟ ما مصير القيم في عالم مادي؟ هذه التساؤلات ستصبح لاحقًا نواة مشروعه الفكري، خصوصًا في نقد النموذج المادي الغربي وتحليله للمجتمع الصهيوني.
كانت هذه الفترة هي الشرارة التي أطلقت شرارة مشروعه الفكري الأهم: نقد الحداثة الغربية وفهم جذورها العميقة، والنقد للأنماط الفكرية السائدة في الغرب لم يكن نقده تقليديًا، بل كان نقدًا من الداخل، مستندًا على معرفة عميقة بالثقافة الغربية، ما منحه ميزة فريدة في تحليلاته.

حياة عبد الوهاب المسيري الأكاديمية 

نعرض حياة عبد الوهاب المسيري الأكاديمية فبعد عودته إلى مصر بدأ مساره الأكاديمي كأستاذ جامعي في العديد من الجامعات العربية وقاعات التدريس إضافة إلى مهام أكاديمية واستشارية متعددة.

وبدأ رحلة العطاء العلمي والفكري. تميز بأسلوبه العميق وقدرته على الربط بين العلوم الإنسانية المختلفة. لم يكن مجرد "أكاديمي"، بل مفكر موسوعي يتحدث في الأدب، السياسة، الاجتماع، والفلسفة.

شغل المسيري العديد من المناصب الأكاديمية المرموقة خلال مسيرته مثل:
  1. عمل استاذاً في كلية البنات جامعة عين شمس.
  2. وتنقّل في جامعات عربية بينها جامعة الملك سعود وجامعة الكويت.
  3. عضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام.
  4. أستاذ زائر في أكاديمية ناصر العسكرية.
  5. مستشار ثقافي لبعثة جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
  6. مستشارًا أكاديميًا للمعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن.

التحول الفكري والروحي في حياة عبد الوهاب المسيري

إذا أردت ان تفهم التغيرات الكبيرة اللي حدثت في الفكر العربي والإسلامي في النصف التاني من القرن العشرين، فإن سيرة عبد الوهاب المسيري تعتبر مدخلا مهما جدًا لهذا الهدف.

ويرجع السبب ليس لكثرة كتاباته الفكرية ، لكن لأنه عمل مشروع فكري متكامل، ينقد فيه المادية الغربية، ويوضح طبيعة الحركة الصهيونية، ويقدم رؤية إنسانية إسلامية أوسع من الأيديولوجيات المحدودة. لذا فإنك عندما تقرأ حياة المسيري، كأنك امام خريطة لعقل يناقش قضايا عصره كلها: من الأدب والفلسفة مروراً بالسياسة والاجتماع.

تميزت رحلة المسيري الفكرية بالتحول من الفكر المادي إلى الرؤية الإسلامية، مما أثرى إنتاجه الفكري وأضاف إليه عمقاً تحليلياً فريداً.

لم يكن المسيري صاحب فكر جامد، بل مرّ بتحولات عميقة. في شبابه تأثر بالفكر الماركسي، لكنه سرعان ما وجد أن التفسير المادي الصرف عاجز عن الإحاطة بالإنسان ككائن معقد يتجاوز المادة. هذا دفعه إلى مراجعة أفكاره والبحث عن بدائل أكثر إنسانية.

يصف هو نفسه هذه الرحلة في كتابه "رحلتي الفكرية" حيث يؤكد أن وصوله إلى الإيمان كان نتيجة بحث فكري وعقلي طويل، وليس مجرد تقليد أو تبني عاطفي.

مبينًا كيف انتقل من الرؤية المادية إلى الرؤية الإسلامية الإنسانية، التي توازن بين الروح والمادة، بين العقل والقلب، هذا الانتقال لم يكن قطيعة كاملة، بل كان إعادة صياغة وتطويرًا لرؤيته المنهجية.

فلم يكن المسيري مفكّرًا «ثابت المقام»؛ فقد مرّ بتحولات كبرى انتهت إلى رؤية إنسانية إسلامية ناقدة للمركزية المادية. وقد رصد باحثون هذه التحولات وناقشوها بوصفها انتقالًا من التفسير الاختزالي إلى التفسير المركّب الذي يوازن بين المادي والرمزي.

أهم كتب ومؤلفات عبد الوهاب المسيري

ترك عبد الوهاب المسيري خلفه إرثاً ضخماً من الكتب والمؤلفات الفكرية في مختلف القضايا العربية والغربية والشأن الإنساني نذكر منها ما يلي:
  • موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: لا يمكن الحديث عن عبد الوهاب المسيري دون ذكر عمله الموسوعي الأعظم:اشتهر بموسوعته الضخمة "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية" التي أصبحت مرجعاً أساسياً في مجالها و تُعد عملًا فريدًا في الفكر العربي والإسلامي.

وموسوعة اليهود واليهودية والصهيونية أعظم أعمال المسيري الفكرية وأكثرها تأثيرًا صدرت في ثمانية مجلدات عن دار الشروق، والتي استغرق العمل فيها ما يقرب من 25 عاماً.

 قدمت الموسوعة رؤية نقدية شاملة للصهيونية، مؤكدًا أن اليهودية كدين تختلف تمامًا عن الصهيونية كحركة سياسية، هذا التمييز كان جوهريًا وغير مسبوق في الفكر العربي.

إلى جانب الموسوعة كتب المسيري عشرات الكتب والمقالات. من أبرزها:
  • رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر: (سيرة ذاتية فكرية)، كتاب رحلتي الفكرية يعد سيرة معرفية نتعرف منها على المفكر عبد الوهاب المسيري عن قرب وهي بمثابة خارطة التحوّلات والمنعطفات في حياة المسيري من الطفولة وحتى اكتمال مشروعه الفكري
  • العلمانية الجزئية/الشاملة: ميّز المسيري بين علمانيةٍ إجرائية تضبط علاقة الدولة بالدين في المجال العام (جزئية)، وأخرى أنطولوجية ترى العالم «مادةً صماء» وتُقصي المقدّس من الاجتماع الإنساني والوجود (شاملة)، هذا التمييز صار مصطلحًا دارجًا في دراسات الفكر العربي المعاصر. أصبح من أهم إسهاماته الفكرية، وتبنته الكثير من الدراسات اللاحقة.
  • الفردوس الأرضي: دراسات وانطباعات عن الحضارة الأمريكية الحديثة: قراءاتٌ اجتماعية وثقافية في أساطير الفردية والاستهلاك، الحداثة وما بعد الحداثة.
  • الإنسان والحضارة: وفيه وضح المسيري إسلوبه التحليلي التفسير والتي تسمي النماذج التحليلية أو التفسيرية المركبة وطبق هذه النماذج على بعض القضايا مثل القضية الفلسطينية.
  • نهاية التاريخ: وهي مقدمة لدراسة بنية الفكر الصهيوني
  • اليهودية والصهيونية وإسرائيل
  • الجمعيات السرية في العالم
  • الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ
  • قضية المرأة بين التحرير والتمركز حول الانثى
لم يَحصر المسيري قلمه في الدراسات «الثقيلة»؛ كتب قصةً وشعرًا للأطفال وأنتج نصوصًا تربط الخيال بالقيمة، إدراكًا منه أن مقاومة «التشييء» والاستلاب تبدأ من تربية الذائقة في مرحلة الطفولة.
  • قصص للاطفال( قصة خيالية جدا، نور والذئب الشهير، سندريلا وزينب هانم خاتون، معركة كبيرة صغيرة )وتشير مصادر تراجم إلى مساهمات معتبرة له في هذا الباب، بما يعكس جانبًا إنسانيًا غير مألوف لدى قارئه النقدي.
وللكاتب المفكر عبد الوهاب المسيري العديد من المؤلفات الأخرى والتراجم التي أصبحت محط دراسة وتأثير في الكثير من المفكرين عل مستوى العالم العربي والغربي.

النشاط السياسي والمجتمعي في حياة المسيري

لم يكتف المسيري بالكتابة والتأليف، بل انخرط في العمل السياسي العام، في بدايات مشواره السياسي كان عضوا في اليسار المصري وخاصه الحزب الشيوعي وفي عام 1904 انضم لحزب الوسط الاسلامي و جماعة الإخوان المسلمين.

في سنواته الاخيره وتحديدا في نهاية عام 2004 م انضم الى حركه كفايه التي تأسست في نفس التوقيت وكان هدفها المطالبه باصلاح ديمقراطي في مصر والاعتراض على انتخاب حسني مبارك لولاية خامسة عام 2005.

والمكافحة ضد توريث الحكم لجمال مبارك وذلك من خلال تنظيم المظاهرات وقد تعرض المسيري للاعتقال أكثر من مرة، إلا أنه كان دائما ما يقول عبارة "مش هبطل".

تولّى المسيري منصب المنسق العام للحركة عام 2007، فصار رمزًا لمعارضة التوريث والاستبداد بوسائل سلمية، جامعًا بين «المثقف النقدي» و«المواطن الفاعل».

وقد نعته تقارير دولية بوصفه قائدًا للحركة ومعارضًا بارزًا لحكم حسني مبارك، وبذلك فإن المسيري مَثّل نموذج المثقف العضوي الذي لا ينفصل عن قضايا مجتمعه، بل يضع فكره في خدمة مشروع التغيير.

أثر المسيري وإرثه الفكري

لم يكن المسيري مجرد باحث في الشأن اليهودي، بل صاحب مشروع متكامل في الفكر الإسلامي المعاصر. كان يؤمن أن الإسلام يقدم نموذجًا إنسانيًا متوازنًا، قادرًا على تجاوز أزمات الحداثة الغربية.
رسخ المسيري إرثه الفكري و إسلوبه على ثلاثة جوانب أو محاور وهي:
  1. منهجيًا: شرعن للاشتغال بـ«النماذج التفسيرية» بدل الشعارات، مع حساسية عالية للسياق.
  2. معرفيًا: قدّم قاموسًا مفاهيميًا عربيًا حديثًا (العلمانية الجزئية/الشاملة، الجماعات الوظيفية، المجتمع التعاقدي والمجتمع التراحمي، الحلولية، التشيء, التسلع…)، واشتغل على التفريق بين الديني والسياسي في الظاهرة الصهيونية.العلمانية 
  3. أخلاقيًا/مدنيًا: برهن أن الدفاع عن الإنسان هو مركز الرؤية مهما تنوّعت الملفات، كما أنه كان يؤكد على أهمية البعد الإنساني في كل تحليل، ورفض المسيري المادية التي تجعل الإنسان مجرد آلة، وأعاد الاعتبار للأبعاد الروحية والأخلاقية و كان يؤمن بأن الفكر يجب أن يخدم الإنسان، لا أن يقيده.
ونسلط الضوء على أهم الاسهامات الفكرية للمسيري في النقاط التالية:
  • أبرز ما قدّمه المسيري هو ما أسماه «النموذج التفسيري»، كان يرى أن العلوم الاجتماعية والفكرية بحاجة إلى نماذج تحليلية تتجاوز التبسيط والاختزال، لذلك طوّر أدوات مفهومية تساعد على فهم الظواهر المركبة، ولم يكتفِ بتجميع المعلومات، بل حوّلها إلى نموذجٍ تفسيري يقرأ الظواهر في عمقها ويعيد تركيبها في سياق إنساني مقاوم للتشييء.
كان النموذج التفسيري الذي ابتكره المسيري أداةً منهجية يُحلِّل بها الظواهر عبر «نماذج» تُقارب الواقع في طبقات: الدلالة، البنية، الوظيفة، والسياق التاريخي، بعيدًا عن الحتميات الصلبة، ولهذا النموذج تطبيقاتٌ في قراءته للصهيونية والحداثة والإنسان، وتعد «العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة» الذراعَ المفاهيمي الأوضح لهذا الطرح
  • نقد الحداثة وما بعد الحداثة: في كتابه "موسوعة المفاهيم الحداثية"، تناول المسيري الأيديولوجيات الغربية بعمق، وكشف عن قصورها في التعامل مع البعد الإنساني، وقدم نقداً لهذا النموذج الغربي والمركزية الغربية رأى فيه أن الحداثة الغربية حولت الإنسان إلى أداة إنتاج واستهلاك.
  • تحليل الظاهرة الصهيونية: أدرك أن الصهيونية ليست مجرد حركة سياسية بل تجسيد للرؤية المادية الغربية، وءلك من خلال مشروعًا موسوعيًا فريدًا ارتبط اسم المسيري بهذا المشروع الفكري " موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية".
  • قدّم قراءة شاملة للحداثة الغربية، ورؤية إنسانية إسلامية متوازنة، وجسد نموذج المثقف الذي يربط بين الفكر والموقف العملي.
  • فلسفة الأدب والفن: اهتم المسيري بتحليل الأعمال الأدبية من منظور فلسفي، وله كتابات قيمة في هذا المجال وكتب دراسات أدبية عن الشعر الإنجليزي والرواية الغربية .
  • ميز بين علمانية تقصر الدين على المجال الخاص (جزئية) وعلمانية تتحول إلى رؤية شاملة للوجود تزاحم الدين (شاملة).
  • نقد النموذج المادي الغربي قدم نقداً جذرياً للفلسفة المادية التي رأى أنها تفكك الإنسان وتسلبه إنسانيته، وعمل على إبراز قيمة الرؤية الإنسانية المتجاوزة للمادة.
  • اهتم المسيري بقضايا الفكر العربي والإسلامي واستطاع أن يقدم رؤى جديدة لتجديد الفكر العربي، ودعا إلى التخلص من التبعية الفكرية.
  • كان منهجه يقوم على النموذج التفسيري بدلًا من النموذج التحليلي التجزيئي، بمعنى آخر، كان لا ينظر إلى الظاهرة كحدث منفصل، بل كجزء من سياق أكبر. على سبيل المثال، لم يحلل الصهيونية كحركة سياسية فقط، بل ربطها بالحداثة، والعلمانية، والمادية، والاستعمار. هذا الربط المتعدد الأبعاد هو ما منح تحليلاته عمقًا غير مسبوق.
  • ترك عبد الوهاب المسيري إرثاً فكرياً ضخماً ،تميز بأسلوبه التحليلي الفريد وقدرته على تفكيك الظواهر المعقدة وعرضها بطريقة منهجية، أسس مدرسة فكرية متميزة في نقد الصهيونية والحداثة الغربية، وترك أثراً واضحاً في الدراسات الإسلامية المعاصرة.
  • جمع دكتور عبد الوهاب المسيري خلال مسيرته الفكرية بين العديد من الأنماط الفكرية والدراسات المتنوعة مثل الدرس الأدبي والنقد الحضاري والتحليل الاجتماعي والسياسي، فكان من العقول التي صنعت الفارق في الفكر العربي والإسلامي الحديث.
  • فتح مجالات جديدة للنقاش حول قضايا الصهيونية والحداثة والعلمانية والفكر الإسلامي، و اصبحت كتبه تدرّس وتناقش في الجامعات والمراكز البحثية المختلفة على مستوى العالم.
وهكذا نجد ان المسيري كان يمتلك رؤية معرفية تكاملية كمنهج يجمع بين التحليل المادي والروحي في فهم الظواهر.

جوائز وشهادات حصل عليها المسيري

حصل المفكر عبد الوهاب المسيري خلال مسيرة حياته على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية من جهات عدة نذكرها كالتالي:
1994 شهادة تقدير رابطة المفكرين الإندونسيين
1995 شهادة تقدير جامعة القدس – فلسطين
1996 شهادة تقدير الجامعة الإسلامية العالمية – ماليزيا
1997 شهادة تقدير نقابة أطباء القاهرة
1998 شهادة تقدير محافظة البحيرة
1999 شهادة تقدير اتحاد الطلبة الإندونسيين
1999 شهادة تقدير كلية الشريعة والقانون – جامعة الإمارات
1999 شهادة تقدير جريدة آفاق عربية – القاهرة
1999 شهادة تقدير مؤتمر أدباء البحيرة
2001 شهادة تقدير حركة فتح – فلسطين
2002 شهادة تقدير مؤتمر أدباء مصر السابع عشر – الإسكندرية
2003 شهادة تقدير نقابة الأطباء العرب

1996 International Educators' Hall of Fame تكريم دولي
2000 جائزة سوزان مبارك لأحسن كاتب لأدب الطفل مصر
2001 جائزة أحسن كتاب عن "رحلتي الفكرية" معرض القاهرة الدولي للكتاب
2002 جائزة سلطان العويس عن الإنتاج الفكري الإمارات العربية المتحدة
2003 جائزة سوزان مبارك لأحسن كاتب لأدب الطفل مصر
2007 جائزة أستاذ الجيل جائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي – البحرين
وهذا نقلا عن شبكة ويكيبيديا

المرض والوفاة

في سنوات المسيري الأخيرة ابتلي بمرض السرطان، لكن هذه المحنة لم تكسر إرادته، بل حولها إلى تجربة وجودية عميقة، كتب وتأمل في معنى المرض والحياة والموت، وظل يشارك في العمل الفكري والسياسي حتى آخر أيامه.

توفي فجر يوم الخميس الموافق 3 يوليو عام 2008 م أو 29 من جمادي الآخرة عام 1429 من الهجرة في مستشفى فلسطين بالقاهرة عن عمر يناهز 70 عاماً ودُفن في مسقط رأسه بدمنهور.

تسجل المصادر تاريخ وفاته على نحوٍ مختلف: 2 يوليو/تموز 2008 في مستشفى فلسطين بالقاهرة بحسب «موسوعة الجزيرة»، أو الخميس 3 يوليو/تموز 2008 وفق تقارير «رويترز» وموادّ تأبينية ودولية أخرى.

،شيعت جنازته من مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر بالقاهرة، وحضرها الآلاف من العلماء والمفكرين و محبيه وتلاميذه .رحل المسيري لكن مشروعه الفكري ما زال حاضرًا وملهمًا.المصدر

الخاتمة
يظل عبد الوهاب المسيري نموذجاً للمفكر الموسوعي المسلم الذي جمع بين العمق الأكاديمي والأصالة الفكرية. كانت رحلته من المادية إلى الإيمان تجسيداً حياً لصراع الأفكار في العصر الحديث، وقد استطاع عبر إنتاجه الغزير أن يقدم إضافة نوعية للمكتبة العربية والإسلامية، خاصة في مجال نقد الصهيونية والحداثة الغربية.صم صورة للمقال تحوي عدة صور حقيقية للمسيري
المصادر والمراجع
  • موقع ويكيبيديا
  • تحوّلاته الفكرية كما تُعرض في قراءات لكتاب «رحلتي الفكرية». عبد الوهاب المسيري، رحلتي الفكرية: في البذور والجذور والثمر، دار الشروق.
  • عبد الوهاب المسيري، اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد، دار الشروق.
  • عبد الوهاب المسيري، العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة، دار الشروق.
  • مقالات ودراسات منشورة في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام.
  • تقارير صحفية وتأبينات نشرت في الجزيرة ورويترز والصحف المصرية عند وفاته 2008.
رحاب يعقوب عباده
رحاب يعقوب عباده
تعليقات