موقع من الإعراب وذكريات رحلة البحث عن الذات، مقالة هى بمثابة فضفضة من روح إنسانية تبعثها لكل روح تنتمي لعالم الإنسانية التي تبحث دائما عن الرقي والتطور والمجد وتحقيق الذات، هى خواطر ومشاعر مبثوثة بين أيديكم.

" أموت وفى نفسي شىء من حتى " جُملة قالها العالم النحوى(سيبوية) وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة على فراش الموت ،بعد بحث طويل أقض مضجعه عن موقع" حتى" من الإعراب.

" أموت وفى نفسي شىء من حتى " جُملة قالها العالم النحوى(سيبوية) وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة على فراش الموت ،بعد بحث طويل أقض مضجعه عن موقع" حتى" من الإعراب.
فتارة يجدها حرف عطف وتارة أداة نصب ومرة تكون حرف جر وأخرى إبتدائية لا محل لها من الإعراب.
وأنا هنا لن أقض مضجعي بالبحث عن موقع "حتى"ولكنى سوف أستعير الجملة من سيبوية وأُحدِث بها تغييراً طفيفاً على النحو التالى :( أموت وفى نفسى شىء من الضم ) ولكن لماذا الضم ؟ يمكنكم متابعة القراءة لتعرفوا ....!!!
من بين تلك الصور التى انبثقت من ماضينا على حين غِرة لِتؤنس وحدتي اخترت إحداها كموقف من الحياة ليعبر عن العنوان الذى اخترته.
فلتذهب الشتاء إلى الجحيم:-
فى الصف الثاني الإعدادى، وفى أحد الأيام الدراسية، لا أعلم تحديدا هل فى الترم الأول أم الثاني ...لا يهم ...وفى خلال أحد الحصص الدراسية قد تكون مادة العلوم أو الرياضيات لأن الهدوء حينها كان هو السِمة الطاغية على الطلاب، كنت على موعد من الإستدعاء من قِبل أحد المعلمين -- حيث دَلَفَ أحد الطلاب إلى فصلنا ولكن هذا الطالب لا أتذكر أى شىء عنه ،اسمه او حتى ملامحه،يطلب السماح من المعلم الذى يشرح لنا حينها بأن أذهب معه إلى أحد المعلمين لأن المعلم قد أمره بذلك .
فى مرحلة التعليم الإعدادي وما سبقها من مرحلة الإبتدائية،كنت صاحبة نشاط ملحوظ فى الأنشطة المدرسية بمختلف أنواعها مثل المشاركة فى المسابقات الطلابية والإذاعة المدرسية وريادة الفصل وغيرها.
ذكريات موقع من الإعراب ورحلة البحث عن الذات
فى لحظة من الإسترخاء تلك التى نجلس فيها مع النفس لا يشاركنا فيها أحد نستعيد سوياً رؤية ذلك الشريط السينمائى الذى يمر أمام مُخيلتنا والذى يكتظ بعدد لا حصر له من الصور والمشاهد التى تقفز نحونا مخترقة تلك الحُجب الكثيفة بين حاضرنا وماضينا لِتُعلن لنا فى برهة من الزمن عن تأصلها وتجذرها داخل ذواتنا لنعترف أمام أنفسنا أنه لولا ذكرياتنا التى شكلت ماضينا ما كان حاضرنا ومستقبلنا.من بين تلك الصور التى انبثقت من ماضينا على حين غِرة لِتؤنس وحدتي اخترت إحداها كموقف من الحياة ليعبر عن العنوان الذى اخترته.
فلتذهب الشتاء إلى الجحيم:-
فى الصف الثاني الإعدادى، وفى أحد الأيام الدراسية، لا أعلم تحديدا هل فى الترم الأول أم الثاني ...لا يهم ...وفى خلال أحد الحصص الدراسية قد تكون مادة العلوم أو الرياضيات لأن الهدوء حينها كان هو السِمة الطاغية على الطلاب، كنت على موعد من الإستدعاء من قِبل أحد المعلمين -- حيث دَلَفَ أحد الطلاب إلى فصلنا ولكن هذا الطالب لا أتذكر أى شىء عنه ،اسمه او حتى ملامحه،يطلب السماح من المعلم الذى يشرح لنا حينها بأن أذهب معه إلى أحد المعلمين لأن المعلم قد أمره بذلك .
فى مرحلة التعليم الإعدادي وما سبقها من مرحلة الإبتدائية،كنت صاحبة نشاط ملحوظ فى الأنشطة المدرسية بمختلف أنواعها مثل المشاركة فى المسابقات الطلابية والإذاعة المدرسية وريادة الفصل وغيرها.
وأتذكر أننى شاركت فى أمور كثيرة مُشابهة أو من هذا القَبيل حتى الصف الأول الثانوي ولم يؤثر ذلك بطبيعة الحال على المذاكرة وحبى للتعلم فكانت بيئة المدرسة فى جميع الأحوال هى المكان الذى أفضله وأجد فيه شىء من المتعة والراحة لذاتي ،الأمر الذى إنعكس بدوره على حُبى وتفضيلى لفصل الشتاء عن الصيف لأن الشتاء مرتبطة بالدراسة والتعلم ....لكن الآن فلتذهب الشتاء إلى الجحيم .
لهذه الأسباب فإن أول شىء تبادر إلى ذهنى أن المعلم الذى يستدعينى هو الأخصائى الإجتماعى لأنه المسؤل عن النشاطات الطلابية،فخرجت مع الطالب وسار حتى نهاية الدور لكنه عرج بى نحو الدور العلوى ...! حينها تعجبت وتساءلت مَن طلبنى ؟ وماذا يريد؟! أتُرانى قد اقترفت شيئا ما..؟ ولكن المعلم عندما ينادى فلابد أن نجيب النداء !!
ما أثار دهشتى عند الوهلة الأولى من دخولى للفصل تلك الأعناق التى تشرئِب نحوى والعيون التى تحدق بى وما ينبعث بها من نظرات مختلطة ومتضاربة فى نفس الآن ..منها ما يرفعك و يُشعرك بالفخر والإعتزاز ومنها نظرات منصوبة أوبالأحرى مصوبة نحوك فتشعر كأنهم ينصبون لك حبل المشنقة،ونظرات أخرى مجرورة مكسورة تتمنى منك لو تتعثر فيما يُراد منك ...!!!
طلب منى المعلم الفاضل أن أنظر إلى السبورة على إحدى الجمل التى كتبها وقد حدد فيها كلمة بأن وضع تحتها خطا...وقال لى: رحاب: إعربي ما تحته خط!
يا للهول ..." إعراب " تلك الكلمة التى تؤرق جميع الطلاب بمختلف أطيافهم، وتقض مضاجعهم وتقلق راحتهم وتكون سببا فى عثرتهم بالإمتحان، كنت أود أن أقول له: أُستاذي: ما أنا " بِعَارِبة ".
لهذه الأسباب فإن أول شىء تبادر إلى ذهنى أن المعلم الذى يستدعينى هو الأخصائى الإجتماعى لأنه المسؤل عن النشاطات الطلابية،فخرجت مع الطالب وسار حتى نهاية الدور لكنه عرج بى نحو الدور العلوى ...! حينها تعجبت وتساءلت مَن طلبنى ؟ وماذا يريد؟! أتُرانى قد اقترفت شيئا ما..؟ ولكن المعلم عندما ينادى فلابد أن نجيب النداء !!
إعربي ما تحته خط
دخل الطالب أحد الفصول وبالتالى أنا أيضا ،واستقبلنى المعلم الماثل أمام السبورة بإبتسامة على وجهه،كان يمسك فى يده طباشيرة فلم يكن قلم السبورة متعارفا عليه حينها وكانت السبورة تُطلى باللون الأسود حتى نتمكن من الرؤية واستيضاح الكلمات والجُمل.ما أثار دهشتى عند الوهلة الأولى من دخولى للفصل تلك الأعناق التى تشرئِب نحوى والعيون التى تحدق بى وما ينبعث بها من نظرات مختلطة ومتضاربة فى نفس الآن ..منها ما يرفعك و يُشعرك بالفخر والإعتزاز ومنها نظرات منصوبة أوبالأحرى مصوبة نحوك فتشعر كأنهم ينصبون لك حبل المشنقة،ونظرات أخرى مجرورة مكسورة تتمنى منك لو تتعثر فيما يُراد منك ...!!!
طلب منى المعلم الفاضل أن أنظر إلى السبورة على إحدى الجمل التى كتبها وقد حدد فيها كلمة بأن وضع تحتها خطا...وقال لى: رحاب: إعربي ما تحته خط!
يا للهول ..." إعراب " تلك الكلمة التى تؤرق جميع الطلاب بمختلف أطيافهم، وتقض مضاجعهم وتقلق راحتهم وتكون سببا فى عثرتهم بالإمتحان، كنت أود أن أقول له: أُستاذي: ما أنا " بِعَارِبة ".
هل يريد أن يسخر منى...ويجعلنى أمثولة أمام الطلاب للضحك والتندر ...كيف لطالبة فى الصف الثانى الإعدادى أن تعرب لطلاب الصف الثالث الإعدادى إحدى الكلمات ؟!
ولكن أستاذى سألنى ودورى هو أن أُجيب على سُئلِه ...فامتثلت للأمر ونظرت نحو الجملة المكتوبة فى تأمل...والجميع فى ترقب ... !!
ولكن أستاذى سألنى ودورى هو أن أُجيب على سُئلِه ...فامتثلت للأمر ونظرت نحو الجملة المكتوبة فى تأمل...والجميع فى ترقب ... !!
أستاذي الفاضل أحمد صفوت
كان هذا الأستاذ الفاضل هو معلم الأجيال " أحمد صفوت " أتعجب من تفكير أستاذي حينها ، وأُسائِل نفسى الآن ألم يعط لنفسه إحتمالاً ولو واحد بالمئة أننى سوف أخيب ظنه أمام طلابه وخاصة أن المعلم الفاضل لم يُدَرِس لى فى الصف الأول أو حتى الثانى الإعدادى ،إلا من حصة واحدة إحتياطى أتذكرها جيدا قبل هذا الموقف ببضعة أيام كان يسألنا خلالها فى النحو والإعراب. ولم تكن تلك الحصة الإحتياطى هى السابقة الوحيدة لى مع المعلم الفاضل بل سبقها أن اشتركت فى مسابقة ثقافية بالصف الأول الإعدادى وكان هو منظم المسابقة يسأل ونحن نجيب ، وأذكر أنه سألنى سؤال نصه كالتالى :
مَن القائل ( يا عم لو وضعوا الشمس فى يميني والقمر فى يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته ) حينها لم أعرف صاحب المقولة المشهورة .
وفى تلك الأثناء هَلت علينا فى حجرة المسابقة أختى "هويدا" والتى كان يُدَرِس لها نفس الأستاذ الفاضل بالصف الأول الثانوي لأن المدرسة كانت فى ذلك الوقت تضم المرحلتين الإعدادية والثانوية.
مَن القائل ( يا عم لو وضعوا الشمس فى يميني والقمر فى يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته ) حينها لم أعرف صاحب المقولة المشهورة .
وفى تلك الأثناء هَلت علينا فى حجرة المسابقة أختى "هويدا" والتى كان يُدَرِس لها نفس الأستاذ الفاضل بالصف الأول الثانوي لأن المدرسة كانت فى ذلك الوقت تضم المرحلتين الإعدادية والثانوية.
فقال لها مُستنكراً أنه سألني عن القائل كذا وكذا ولم تعرف! فنظرت لى أختى بتعجب وكأنها تقول لى كيف لا تعرفى القائل؟! فقلت فى نفسي ...يا تُرى مَن يكون صاحب تلك المقولة الذائع الصيت هكذا ...ويعرفه الجميع ...وبالطبع تعرفونه أنتم أيضاً !!!
دنيا الإنسان وعالم الكلمات هل مِن تشابه
فى دُنيا الناس يتشابه الإنسان مع عالم الكلمات من حيث موقعها من الإعراب ، فتلك الكلمات المبثوثة أمامك منها كلمات تقع فاعلا وأخرى مفعولا به وغيرها مجرورة أو مضافة وقد يكون بعضها لا محل له من الإعراب.وهذا التنوع هو ما يجعل للجملة معنىً وجمالاً ، ويزيد من براعة اللغة وكثرة مفرداتها ورصانتها إختلاف الموقع من الإعراب للكلمة الواحدة كلما كُتِبت فى مواضع مختلفة فى النصوص والمتون على كَر الأيام والأزمان.
فهذا ليس مكروهاً للكلمات فلها أن تختار أى موقع تشاء من الإعراب.
وكل امرىء يختار لنفسه موقعاً من الإعراب بين الناس كما هو الحال مع الكلمات فمنهم مَن تأبى نفسه إلا أن يكون بين الناس فاعلا مرفوعاً وآمراً سامعاً صوته للشجر والحجر قبل البشر وأولئك هم القلة النادرة.
وكل امرىء يختار لنفسه موقعاً من الإعراب بين الناس كما هو الحال مع الكلمات فمنهم مَن تأبى نفسه إلا أن يكون بين الناس فاعلا مرفوعاً وآمراً سامعاً صوته للشجر والحجر قبل البشر وأولئك هم القلة النادرة.
وهناك مَن يقنع نفسه ويرضى بأن يكون مفعولاً به مأموراً يخنع لما يُملى عليه وقد يكون مجبوراً على ذلك، وغيرهم كُثُر وهم من سواد الناس وعامتهم مجرورين ومكسورين لا حول لهم ولا قوة منهم مَن جُبلت نفوسهم على ذلك ومنهم المجبر عليه.
وهناك طائفة أخرى لا تشغل أى موقعاً ولا تُبالى بما يدور من حولها فهؤلاء أختاروا أن لا يكون لهم محل من الإعراب فهم كالأنعام أو هم أضل سبيلا .
لكن هذا التنوع بهذا الجور وعدم التناسب فى عالمنا بالطبع مكروهاً ...فنحن لسنا مجرد حروف وكلمات متراصة فى صفحة أو كتاب !!
فما المطلوب ؟! هل يجب ان يكون أفراد المجتمع جميعه من القوة الفاعلة ؟! وما هى صفات تلك الحالة من الفاعلية التى تميز الفاعل ؟! وماذا نطلق عليه ؟!
إنه ذلك الإنسان المتفرد ولا نعنى به المتجبر المتسلط على الآخرين ، بل هو ذاك الفرد الذى وصل إلى مرحلة من الوعى والعطاء والتميز والتفرد .
فالإنسان المتفرد يتجرد تماما من ذاتيته لأجل المصلحة العامة ومنفعة وطنه ... وهو ذاك الذى يستطيع ان يقول كلمة " لا " ويجهر بها دون خوف فى وجه أى قوة عاتية غاشمة ظالمة ....وهو ذاك الذى يسير ضد التيار ويحيك من أفكاره رِداءً جديداً تتزين به الحرية.
فما المطلوب ؟! هل يجب ان يكون أفراد المجتمع جميعه من القوة الفاعلة ؟! وما هى صفات تلك الحالة من الفاعلية التى تميز الفاعل ؟! وماذا نطلق عليه ؟!
الإنسان المتفرد مَن هو؟!
القلة النادرة الفاعلة فى أى مجتمع هؤلاء الصفوة ...!! لحظة من فضلك ..!!! ...لا أقصد أولئك الجالسون على الكراسي !!!إنه ذلك الإنسان المتفرد ولا نعنى به المتجبر المتسلط على الآخرين ، بل هو ذاك الفرد الذى وصل إلى مرحلة من الوعى والعطاء والتميز والتفرد .
فالإنسان المتفرد يتجرد تماما من ذاتيته لأجل المصلحة العامة ومنفعة وطنه ... وهو ذاك الذى يستطيع ان يقول كلمة " لا " ويجهر بها دون خوف فى وجه أى قوة عاتية غاشمة ظالمة ....وهو ذاك الذى يسير ضد التيار ويحيك من أفكاره رِداءً جديداً تتزين به الحرية.
وهو ذاك المتفرد الذى يُمهد السبيل للحيارى والضالين القادمين من خلفه ليهتدوا به ....وهو ذاك الذى يجعل من قوة الفكرة معولاً يهدم به رسوخ الأوثان والأصنام وعبوديتها فى نفوس العامة.
وهو ذاك المتفرد الذى يكون أملاً و قَبساً يضىء ظُلمة المظلومين والمقهورين....وهو هو الذى يعيد نهر الحياة للجريان فى دروبها بعد أن أَسِن ماؤه بسبب ركوده .....وهو هو الذى تجعل كلماته تعيد للدم تدفقه فى الأوصال والعروق من بعد أن خثرها الخوف!!
هو ذاك الذى ينزع من النفوس اليأس والجُبن والخوف كما ينزع الموت الروح من الجسد ...وهو الذى يهوِي بمطرقته الفولاذية التى صنعها من كلمة "لا" على رأس الظلم والقهر والفساد فيسكنهم مقابرهم !!!
" أليس فيكم رجل رشيد " نعم الرشيد هو ذاك المتفرد الذى يأتى بالعجب ولا يستطيع أحد ان يصنع مثل صنيعه أو كما قال الحبيب المصطفى (ص) عن سيدنا عمر بن الخطاب " لم أر عبقريا يفري فريه ".
" أليس فيكم رجل رشيد " نعم الرشيد هو ذاك المتفرد الذى يأتى بالعجب ولا يستطيع أحد ان يصنع مثل صنيعه أو كما قال الحبيب المصطفى (ص) عن سيدنا عمر بن الخطاب " لم أر عبقريا يفري فريه ".
إنه الإنسان الفاعل الرشيد المتفرد الذى تنادي عليه الأوطان فيلبى لها النداء . إنه المعجزة التى قلما يجود بها الزمان، هو المتفرد الذي يصنع الحضارة ويقف التاريخ شاهداً مخلداً ذكراه على مر العصور ....هو الذى يكون للجميع ...وليس لنفسه منه شىء !!!
وقد يقول قائل لو أصبحنا جميعا فاعلون فمَن يكون المفعول به والمجرور ؟! ،فلو كنا جميعا قادة فمَن ينصت لنا ويتعلم مِنا ؟! ، وإذا كنا جميعا تُجار فمن يشترى البضاعة !!!
فى داخل كل منا بذرة التميز والتفرد وهى التى تعطى تلك الفروق الفردية بين الأشخاص وبعضهم البعض، فهناك مَن يكتشف تلك البذرة ويرويها ويغذيها حتى تنمو وتكبر وتؤتي ثمارها.
وقد يقول قائل لو أصبحنا جميعا فاعلون فمَن يكون المفعول به والمجرور ؟! ،فلو كنا جميعا قادة فمَن ينصت لنا ويتعلم مِنا ؟! ، وإذا كنا جميعا تُجار فمن يشترى البضاعة !!!
فى داخل كل منا بذرة التميز والتفرد وهى التى تعطى تلك الفروق الفردية بين الأشخاص وبعضهم البعض، فهناك مَن يكتشف تلك البذرة ويرويها ويغذيها حتى تنمو وتكبر وتؤتي ثمارها.
وهناك العكس، لذلك فالكلام هنا دعوة لكل امريء أن يفتش عن ذلك الكنز المُخبأ فى داخله وسَمِه ما شِئت، قد تقول عنه " الضمير " أو " الموهبة " أو " القوة " أو " الحُب " أو " الهيبة " أو " العدل " أو " الإيثار ".
ولكن كيف استشكل الأمر على الطلاب وهو بتلك البساطة لا أدرى، وكذلك فإن تلك البساطة قد فسرت لى لماذا وقع إختيار المعلم الفاضل على طالبة تصغرهم ، فلم يكن يريد أن يسخر منهم، بل أراد ان يسخروا هم من أنفسهم !!!
لم تحتمل الإجابة أكثر مما قلت فكنت على ثقة من الإجابة لبساطتها ، وابتسم لى المعلم وشكرنى وسمح لى بالإنصراف ، كانت تغمرنى حينها مشاعر متضاربة ، فمشاعر من رهبة الموقف وكذلك رهبة ووقار المعلم الذى كان يتمتع بهيبة معروفة جعلت نبضات قلبى تتصارع وكأنها فى حَلبة المصارعة وأيضاً مشاعر من السرور والفرحة لأننى تغلبت على الذين يكبروننى جعلت دقات قلبى تتراقص فى خيلاء وزهو ...إنه شعور الإنتصار والرهبة الذى يمثل ذلك التناقض فى النفس البشرية !!!
يأس وخذلان ...ولكن!!
وأنا أتأمل تلك الفترة من سنى العمر وحتى نهاية الصف الأول الثانوي كنت أرى بوضوح تلك الضمة التى كانت تُزين هامتى ...كنت أحتل موقعا من الإعراب كنت فاعلا مرفوعا بالضمة ...ولكن الآن كلما أنظر إليها تتوارى منى ويغشى على بصرى فلم أعد أبصرها .
الكثير من الآلام ....الخيبات ....الخذلان ...العثرات ....الإنكسارات ....الخوف ....الأوهام ،كانت جميعها كفيلة بأن تُمثل الممحاة التى محت تلك الضمة وتستبدلها بحركات أخرى.
بين الحين والآخر نفتش داخل نفوسنا وذواتنا عن تلك البذرة التى أودعها الله فى داخلنا فما إن نكتشفها و نتولاها بالرعاية حتى تأتى عثرة تودى بها مرة أخرى إلى قرار مكين!!
العودة للسبورة السوداء
فى ذلك الأفق البعيد المحفور فى الذاكرة وأمام السبورة السوداء أتأمل الجملة من أولها لأخرها والتى نبشت الذاكرة مرارا وتكرارا حتى اتذكرها فلم أستطع، وقرأت الكلمة التى أراد المعلم أن أقوم بإعرابها والجميع ينتظر؛ كانت الكلمة " مضافا إليه " مجروراً بالكسرة .ولكن كيف استشكل الأمر على الطلاب وهو بتلك البساطة لا أدرى، وكذلك فإن تلك البساطة قد فسرت لى لماذا وقع إختيار المعلم الفاضل على طالبة تصغرهم ، فلم يكن يريد أن يسخر منهم، بل أراد ان يسخروا هم من أنفسهم !!!
لم تحتمل الإجابة أكثر مما قلت فكنت على ثقة من الإجابة لبساطتها ، وابتسم لى المعلم وشكرنى وسمح لى بالإنصراف ، كانت تغمرنى حينها مشاعر متضاربة ، فمشاعر من رهبة الموقف وكذلك رهبة ووقار المعلم الذى كان يتمتع بهيبة معروفة جعلت نبضات قلبى تتصارع وكأنها فى حَلبة المصارعة وأيضاً مشاعر من السرور والفرحة لأننى تغلبت على الذين يكبروننى جعلت دقات قلبى تتراقص فى خيلاء وزهو ...إنه شعور الإنتصار والرهبة الذى يمثل ذلك التناقض فى النفس البشرية !!!
يأس وخذلان ...ولكن!!
وأنا أتأمل تلك الفترة من سنى العمر وحتى نهاية الصف الأول الثانوي كنت أرى بوضوح تلك الضمة التى كانت تُزين هامتى ...كنت أحتل موقعا من الإعراب كنت فاعلا مرفوعا بالضمة ...ولكن الآن كلما أنظر إليها تتوارى منى ويغشى على بصرى فلم أعد أبصرها .
الكثير من الآلام ....الخيبات ....الخذلان ...العثرات ....الإنكسارات ....الخوف ....الأوهام ،كانت جميعها كفيلة بأن تُمثل الممحاة التى محت تلك الضمة وتستبدلها بحركات أخرى.
بين الحين والآخر نفتش داخل نفوسنا وذواتنا عن تلك البذرة التى أودعها الله فى داخلنا فما إن نكتشفها و نتولاها بالرعاية حتى تأتى عثرة تودى بها مرة أخرى إلى قرار مكين!!
ثم نعاود البحث مرة تلو المرة تلو المرة وما إن تعاود الضمة للظهور من جديد فتأتى الممحاة لتمحوها من أمام العيون والأنظار .. يبدو أننى يجب أن أغير القلم الرصاص الذى أكتب به الضمة وأستبدله بقلم من الحبر حتى لا تتمكن منها الممحاة.
لكن مهما كثرت من حولى العثرات سوف أظل أبحث وأبحث عن تلك البذرة وأرويها لتصبح شجرة باسقة تؤتى ثمارها ليس لنفسى بل للجميع...لله..للوطن..للناس...وحتى يأتى ذلك اليوم الموعود أقول "أموت وفى نفسى شىء من الضم "
اعتذر على الإطالة فقد كنت أفتش عن موقعي من الإعراب فعانقت روحى الكلمات وطال العناق .
لكن مهما كثرت من حولى العثرات سوف أظل أبحث وأبحث عن تلك البذرة وأرويها لتصبح شجرة باسقة تؤتى ثمارها ليس لنفسى بل للجميع...لله..للوطن..للناس...وحتى يأتى ذلك اليوم الموعود أقول "أموت وفى نفسى شىء من الضم "
اعتذر على الإطالة فقد كنت أفتش عن موقعي من الإعراب فعانقت روحى الكلمات وطال العناق .
وختاما فقد تناولنا فى تلك المقالة الأدبية موقع من الإعراب وذكريات رحلة البحث عن الذات قصة نفس تألقت ثم خبت ومازالت تبحث عن طريقها.