فى تلك المقالة الشيقة مراجعة لكتاب فى صالون العقاد كانت لنا أيام سوف نبحر معا بين دفتي الكتاب لنستكشف علاقة أنيس منصور بالعقاد ونتعرف على حياة العقاد عن قرب وحياة أنيس منصور وننهل من تلك التحفة الفنية الرائعة ما يغذي ارواحنا ...فابقوا معنا!!

بذلك الإقتباس البسيط من كتاب فى صالون العقاد كانت لنا أيام نكون قد أعطينا فكرة عامة عن الكتاب أو انه لخص مضمون الكتاب فهو يُعد من وجهة نظرى تحفة فنية فى مجال الأدب بأنامل الأديب الكبير أنيس منصور.

مراجعة كتاب فى صالون العقاد كانت لنا أيام
"وإذا جاء يوم وكتبت عن العقاد أكتب عن نفسي أمام العقاد أو مع العقاد....أو العقاد كما أتصوره أى العقاد من تأليفى ....أى أننى سوف أجعله عملا فنيا ...وكما يختلف الفنانون فى تصوير الشىء الواحد ،فسوف أكون كذلك".بذلك الإقتباس البسيط من كتاب فى صالون العقاد كانت لنا أيام نكون قد أعطينا فكرة عامة عن الكتاب أو انه لخص مضمون الكتاب فهو يُعد من وجهة نظرى تحفة فنية فى مجال الأدب بأنامل الأديب الكبير أنيس منصور.
مستعيدا تلك الذكريات والأحداث الزاخرة بالحوارات الفكرية والمناقشات الثرية فى صالون العقاد مع الشباب وأعلام الأدب والفكر والفن والسياسة فى عصره. حيث يستعرض فيه مقتطفات من حياة عملاق الفكر عباس محمود العقاد ويسلط الضوء أيضا على جوانب من حياته الشخصية وكأن أنيس منصور يأبى إلا أن يجعل نفسه ندا للعقاد.
فلا يريد أن نعرفه من خلال ما يقصه عن العقاد بل يرسم فى لوحة واحدة فِكر العقاد وفلسفته وإلى جواره حياة انيس منصور ورحلته فى البحث عن الذات ، فخرجت لوحة بديعة الصنع يعجز القلم أن يعبر عنها ، أفرغ فيها منصور جل ذكرياته التى ظلت حبيسة النفس أعواما وأعوام حتى تسنى لها الظهور .
صالون العقاد
كتاب فى صالون العقاد فيه من المتعه ما يجعلك تشعر أنك جالسا فى صالون العقاد بين تلك القمم الفكرية وتستمع إلى الحوارات والمناقشات الفكرية فى مجالات عدة.
صالون العقاد
كتاب فى صالون العقاد فيه من المتعه ما يجعلك تشعر أنك جالسا فى صالون العقاد بين تلك القمم الفكرية وتستمع إلى الحوارات والمناقشات الفكرية فى مجالات عدة.
بل تشعر أحيانا أنك تُتمتم ببعض الكلمات لأنك تريد أن تضيف رأيا أو تبدى ملحوظة وتحزن لحظة الإنصراف لكى يستريح العقاد حتى يكمل روتينه اليومى من المشى والقراءة والكتابة وتنتظر بفارغ الصبر الجمعة القادمة حتى تعاود الجلسة مرة أخر ى.
ثم تفيق على أنك قارىء وأن كل ذلك يحدث فى كتاب بين يديك ، فلا وجود للملل فى هذا الكتاب فقد كتبه منصور بلغة بسيطة سلسة شيقة العبارة والإسلوب متنوع فى أفكاره وكأنك تطير على بساط يتنقل بك بين حوارات فى الشيوعية والماركسية والإيمان والإلحاد والمادية والبوذية والفن والسياسة والأدب والفكر وغيرها الكثير .
العقاد فى نظر أنيس منصور
الكتاب يحتوى على قرابة الأربعين مقالة أو فصل ،فى المقالات الأولى قد تقع فى فخ أعده أنيس منصور للقارىء حيث يوهمك وكأنه كتب هذا الكتاب ليبين أو ليسلط الضوء على جوانب سلبية فى شخصية العقاد أو أنه سيشن عليه هجوما عنيفا ، فقد وصفه بالمغرور والمتغطرس وأنه صاحب شخصية صلبة وعنيدة ومعتدا بنفسه إلى أقصى درجة ثم تستكشف العكس تماما بمواصلة القراءة وهو ما سأوضحه فى نقطة أخرى .جوانب فى شخصية العقاد
من خلال مواصلة القراءة والتعرض للكثير من القضايا الفكرية ستتعرف أيضا على جوانب عديدة عن حياة العقاد المفكر العظيم صاحب العقلية الجبارة والمتصلب لآرائه الباحث عن المثالية فى كل شىء. فعاش حياته وحيدا مخلصا لعقله وفكره ،متجاهلا قلبه ومشاعره رافضا لمبدأ الزواج ،فكان للمرأة عنده نصيب من الصورة السيئة والسلبية وهو ما طفح به فى كتاباته وأفكاره .، رغم قصة حبه مع الأديبة مى زيادة .
معاناة أنيس منصور
وستتألم كثيرا لحالة الحرمان والفقر الشديد الذى عاشه أنيس منصور ومعاناته فى الطفولة والشباب ومدى الألم الذى عايشه فلم يمنعه كل ذلك من التفوق والتميز وكأن العظيم لا يكون عظيما إلا بعد أن ينصهر فى تنور الألم والفقر والمعاناة ، ولكل عظيم آلامه الخاصة به.أسلوب أنيس فى السرد بالكتاب
فى صالون العقاد لأنيس منصور لم يعمتد فيه أنيس منصور مدى زمنى فى ترتيب سير الأحداث فكان لكل موضوع أو حوار زمنه الخاص به إلا أن القارىء يلحظ مبدأ تطور الأحداث فى نواح عدة من الكتاب فمثلا: الحوارات والمناقشات فى صالون العقاد أخذت فى البداية شكلا من الشخصنة أو التفرد من طرف واحد حيث استحوذ العقاد على كل ما يدور فيها فالبيت بيته والصالون صالونه والكلام كلامه والفكر فكره وهو السائل والمسئول.
فهو الذى يطرح الفكرة ويسأل ويجاوب ولا يستطيع أحد أن ينبت ببنت شفة ،وكأن العقاد يتخذها وسيلة فقط للترفيه عن نفسه أو للخروج بعض الوقت من عزلته التى فرضتها عليه القراءة والكتابه أو لكى يتشبه بالأدباء الآخرين أى يكون لديه صالون أدبى هو الآخر.
ثم على مدار الكتاب يتطور الأمر وتتغير شكل الجلسة لتأخذ شكل الحوارات الفكرية والمناقشات المتبادلة بين أفراد الصالون الأدبى حيث يتسع صدر العقاد للإستماع للآخرين .
ثم على مدار الكتاب يتطور الأمر وتتغير شكل الجلسة لتأخذ شكل الحوارات الفكرية والمناقشات المتبادلة بين أفراد الصالون الأدبى حيث يتسع صدر العقاد للإستماع للآخرين .
تطور العلاقة بين أنيس منصور والعقاد
من ملامح التطور الزمنى أيضا فى الكتاب علاقة أنيس منصور بالعقاد والتى بدأت بملامح من الفتور واستخفاف العقاد بأنيس منصور حتى وصل الأمر إلى التراشق بالألفاظ. ثم تدريجيا يتعلق التلميذ بمعلمه ويذوب فى أفكاره وشخصيته ولا يستطيع الفكاك منه او الإمتناع عن حضور صالونه وأصبح العقاد لمنصور هو الأب القريب والمعلم والصديق.
ويزداد حبه للعقاد يوما بعد يوم ويبادله العقاد ذلك القرب والحب فكان أنيس منصور أكثر مَن يستطيع التحدث عن العقاد بعد موته وأفضل تلامذته وفاءا له وهذا ما لم يتوقعه القارىء عند الوهلة أو المقالات الأولى من الكتاب .
حال الشباب فى عهد أنيس منصور
ونحن نتناول نبذة مختصرة لكتاب فى صالون العقاد كانت لنا أيام انبهرت كثيرا بتصوير أنيس منصور لذلك الجيل من الشباب الذى كان يعيش فى عصره وكان هو واحد منهم.ويعرض لمدى حرصهم على القراءة والإطلاع وحضورهم لجلسات الفكر والحوارات مع مختلف الأطياف الفكرية محاولة منهم لإيجاد حلول لمشاكلهم الفكرية والأدبية.
وايضا من أجل التخلص من ذلك التخبط الفكرى الشديد الذى تعرضوا له جراء التنوع الغزير فى أفكار عصرهم فكل واحد منهم يشعر كأنه فى بحر هائج تقذفه أمواجه يمنة ويسرة وترفعه وتخفضه دون أن يعرف له شاطىء يرسو إليه.
فكان صالون العقاد بالنسبة لهم هو طوق النجاة والشاطىء وربان سفينة الحياة التى كادت تغرق بهم جميعا.
فإذا كان شباب هذا العصر هذا هو حالهم وهذه هى أفكارهم وتلك هى مشاربهم واهتماماتهم فاين شبابنا وأجيال عصرنا من هؤلاء !
تتأملهم فلا تجد لهم هدف أو رأي ولا حتى فكر ....ومشاربهم هى كل ما يمحق الفكر ويصدأ العقل ويذل النفس ....وهو ما يبعث على الحزن.
تتأملهم فلا تجد لهم هدف أو رأي ولا حتى فكر ....ومشاربهم هى كل ما يمحق الفكر ويصدأ العقل ويذل النفس ....وهو ما يبعث على الحزن.
وختاما فقد تناولنا فى تلك المقالة بشيء من الإيجاز تقديم مراجعة مختصرة لكتاب فى صالون العقاد كانت لنا أيام للكاتب أنيس منصور ونرجو أن نكون قد قدمنا شيء يفيدكم وإن كنت قرأت الكتاب سابقا اكتب لنا فى التعليقات وإن لم تقرأه فإننا ننصحك بقرائته لما له من قيمة عظمى.